هل يجوز الدعاء دون رفع اليدين

هل يجوز الدعاء دون رفع اليدين

هل يجوز الدعاء دون رفع اليدين؟

مقدمة:

الدعاء هو عبادة من العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو من أجل العبادات وأعظمها، قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60].

وقد شرع الدعاء في جميع الأوقات والأحوال، في السراء والضراء، في الليل والنهار، في السفر والحضر، في الصحة والمرض، وفي كل ما يهم العبد من أمر دينه أو دنياه.

وقد ذهب أهل العلم إلى أن رفع اليدين في الدعاء سنة مؤكدة، وليس شرطًا لصحة الدعاء، والدليل على ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا دعا أحدكم فليبدأ بحمد الله والثناء عليه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بما شاء”.

أدعية مأثورة لرسول الله:

ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدعية كثيرة في مواضع مختلفة، ومن ذلك:

دعاء الاستفتاح: “اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم”.

دعاء الختم: “اللهم ربنا لك الحمد، ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد”.

دعاء القنوت: “اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت”.

أدعية من القرآن الكريم:

ورد في القرآن الكريم العديد من الأدعية التي يمكن أن يدعو بها المسلم، ومن ذلك:

دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام: “ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إمامًا”.

دعاء سيدنا يوسف عليه السلام: “رب السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه”.

دعاء سيدنا أيوب عليه السلام: “رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين”.

فضل الدعاء:

للدعاء فضل عظيم وثواب كبير، ومن ذلك:

أن الدعاء عبادة من العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60].

أن الدعاء سبب لإجابة الله تعالى لعبده، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186].

أن الدعاء سبب لرفع البلاء ودفع المكروه، قال تعالى: {وَإِذَا مَسَّكَ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} [الأنبياء: 67].

آداب الدعاء:

يجب على المسلم أن يلتزم بآداب الدعاء، ومن ذلك:

أن يكون الداعي على طهارة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يقبل الله دعاء بغير طهارة”.

أن يكون الداعي مستقبل القبلة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا دعوتم الله فأقبلوا على القبلة”.

أن يكون الداعي خاشعًا متضرعًا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة، وأفضل العبادة الدعاء”.

أن يدعو الداعي بما فيه خير له في دينه ودنياه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يسأل عبد شيئًا إلا أعطاه الله إياه، أو صرف عنه من الشر مثله”.

شروط إجابة الدعاء:

هناك شروط يجب أن تتوفر في الدعاء حتى يستجاب، ومن ذلك:

أن يكون الداعي صادقًا في دعائه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من دعا الله وهو موقن بالإجابة استجاب الله له”.

أن يكون الداعي صابرًا على الدعاء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، وما لم يستعجل”.

أن يكون الداعي حسن الظن بالله تعالى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه”.

خاتمة:

الدعاء عبادة عظيمة من العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو سبب لإجابة الله تعالى لعبده، ورفع البلاء ودفع المكروه، ويجب على المسلم أن يلتزم بآداب الدعاء وشروطه حتى يستجاب دعائه.

أضف تعليق