هل يجوز الدعاء من الجوال

No images found for هل يجوز الدعاء من الجوال

المقدمة:

الدعاء هو عبادة عظيمة، وهو من أهم أسباب الرزق ودفع البلاء، وقد حثنا الله تعالى عليه في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، ومن صور الدعاء التي ظهرت في العصر الحديث الدعاء من خلال الجوال، فهل يجوز الدعاء من الجوال؟ هذا ما سنناقشه في هذا المقال.

أولاً: تعريف الدعاء:

الدعاء هو طلب العبد من الله تعالى شيئا ما، وهو عبادة عظيمة، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]، وقد حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على الدعاء، فقال: “الدعاء مخ العبادة” [الترمذي].

ثانياً: أهمية الدعاء:

الدعاء مهم جداً في حياة المسلم، فهو سبب من أسباب الرزق ودفع البلاء، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124]، وقد ورد في السنة النبوية الكثير من الأحاديث التي تحث على الدعاء، منها ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “الدعاء هو العبادة” [البخاري ومسلم].

ثالثاً: آداب الدعاء:

هناك آداب يجب مراعاتها عند الدعاء، منها:

1. الإخلاص لله تعالى: يجب أن يكون الدعاء خالصاً لله تعالى، فلا يدعو العبد إلا الله تعالى، ولا يشرك معه أحداً.

2. اليقين بالإجابة: يجب أن يدعو العبد وهو موقن بالإجابة، فالدعاء عبادة، والعبادة لا تصح إلا باليقين، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ أَلَا إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [غافر: 14].

3. الحياء من الله تعالى: يجب أن يدعو العبد وهو مستحٍ من الله تعالى، فالدعاء عبادة، والعبادة لا تصح إلا بالخشوع والحياء، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وَلَا تَجْهَرُوا بِدُعَائِكُمْ وَلَا تُخَافِتُوا بِهِ وَابْتَغُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً} [الإسراء: 110].

رابعاً: الدعاء من الجوال:

الدعاء من الجوال هو إحدى صور الدعاء التي ظهرت في العصر الحديث، وهو جائز شرعاً، وذلك للأسباب التالية:

1. أن الدعاء من الجوال لا يمنع من الدعاء بغيره من الطرق، كالدعاء باللسان أو الكتابة أو الإشارة.

2. أن الدعاء من الجوال لا ينافي آداب الدعاء، فيمكن للعبد أن يدعو من الجوال وهو خالص لله تعالى وموقن بالإجابة ومستحٍ منه تعالى.

3. أن الدعاء من الجوال قد يكون أسهل وأيسر على بعض الناس من الدعاء بغيره من الطرق، خاصة في الأماكن المزدحمة أو في أوقات الانشغال.

خامساً: شروط الدعاء من الجوال:

يشترط لصحة الدعاء من الجوال ما يلي:

1. أن يكون الدعاء خالصاً لله تعالى، فلا يدعو العبد إلا الله تعالى، ولا يشرك معه أحداً.

2. أن يكون الدعاء موقناً بالإجابة، فالدعاء عبادة، والعبادة لا تصح إلا باليقين، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ أَلَا إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [غافر: 14].

3. أن يكون الدعاء مستحياً من الله تعالى، فالدعاء عبادة، والعبادة لا تصح إلا بالخشوع والحياء، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وَلَا تَجْهَرُوا بِدُعَائِكُمْ وَلَا تُخَافِتُوا بِهِ وَابْتَغُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً} [الإسراء: 110].

4. أن لا يكون الدعاء فيه محرم، كالدعاء بالشر لنفس أو لغيره أو الدعاء بإهلاك الحرث والنسل.

سادساً: آداب الدعاء من الجوال:

من آداب الدعاء من الجوال ما يلي:

1. أن يكون الدعاء في مكان طاهر، فلا يدعو العبد في مكان نجس أو متنجس.

2. أن يكون الدعاء في وقت مناسب، فلا يدعو العبد في وقت مكروه للدعاء، كوقت طلوع الشمس أو وقت غروبها أو وقت الزوال.

3. أن يكون الدعاء بصوت مناسب، فلا يدعو العبد بصوت مرتفع أو منخفض جداً.

4. أن يكون الدعاء بلغة يفهمها العبد، فلا يدعو العبد بلغة لا يفهمها.

سابعاً: الدعاء من الجوال في القرآن والسنة:

لم يرد في القرآن أو السنة ما يدل على جواز الدعاء من الجوال أو منعه، ولكن هناك بعض الآيات والأحاديث التي يمكن الاستدلال بها على جواز الدعاء من الجوال، ومنها:

1. قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186]، وهذه الآية تدل على أن الله تعالى قريب من عباده ويستجيب دعاءهم إذا دعوه، ولم يحدد الله تعالى في هذه الآية طريقة الدعاء، وهذا يدل على أن الدعاء من الجوال جائز.

2. قوله تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ} [الأعراف: 205]، وهذه الآية تدل على أن الله تعالى يحب أن يذكر العبد ربه في نفسه، وهذا يدل على أن الدعاء من الجوال جائز، لأن الدعاء من الجوال هو ذكر لله تعالى في النفس.

3. قوله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة” [الترمذي]، وهذه الآية تدل على أن الدعاء عبادة، والعبادة جائزة בכל الطرق والوسائل، وهذا يدل على أن الدعاء من الجوال جائز.

الخاتمة:

الدعاء من الجوال جائز شرعاً، بشرط أن يكون الدعاء خالصاً لله تعالى وموقناً بالإجابة ومستحياً منه تعالى، وأن يكون الدعاء في مكان طاهر ووقت مناسب وبصوت مناسب وبلغة يفهمها العبد، وأن لا يكون الدعاء فيه محرم.

أضف تعليق