هل يجوز الصلاة بالحذاء

هل يجوز الصلاة بالحذاء

هل يجوز الصلاة بالحذاء؟

مقدمة:

الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عبادة عظيمة يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، وقد شرع الله تعالى الصلاة على جميع المسلمين ذكورًا وإناثًا، وللصلاة آداب وأحكام كثيرة يجب على المصلي مراعاتها، ومن هذه الأحكام ما يتعلق بلباس المصلي، وهل يجوز الصلاة بالحذاء أم لا.

الآراء الفقهية حول حكم الصلاة بالحذاء:

اختلف الفقهاء في حكم الصلاة بالحذاء إلى ثلاثة أقوال:

القول الأول: وهو قول الجمهور من الفقهاء، وهو أن الصلاة بالحذاء جائزة ولا حرج فيها، بشرط ألا يكون الحذاء نجسًا أو ملوثًا بالنجاسة، واستدلوا على ذلك بما يلي:

عن أم حبيبة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه”.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه ويمسح عليهما”.

القول الثاني: وهو قول الحنفية، وهو أنه لا يجوز الصلاة بالحذاء مطلقًا، سواء كان الحذاء نجسًا أو طاهرًا، واستدلوا على ذلك بما يلي:

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في النعلين”.

عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد خلع نعليه”.

القول الثالث: وهو قول المالكية، وهو أنه يجوز الصلاة بالحذاء بشرط أن يكون الحذاء طاهرًا، ولا يجوز الصلاة بالحذاء النجس، واستدلوا على ذلك بما يلي:

عن أنس رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وينصرف في نعليه حتى يدخل المسجد، ثم يخلع نعليه ويصلي”.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه إذا كانت طاهرة”.

أدلة جمهور الفقهاء على جواز الصلاة بالحذاء:

استدل جمهور الفقهاء الذين قالوا بجواز الصلاة بالحذاء بالأدلة التالية:

قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا أتى أحدكم المسجد فلينظر، فإن رأى في نعليه قذرًا فليمسحه ثم ليصل فيهما”.

فعل النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان يصلي في نعليه، كما روي عن أم حبيبة وعائشة رضي الله عنهما.

إجماع الصحابة والتابعين على جواز الصلاة بالحذاء، ولم ينكر ذلك أحد منهم.

أدلة الحنفية على عدم جواز الصلاة بالحذاء:

استدل الحنفية الذين قالوا بعدم جواز الصلاة بالحذاء بالأدلة التالية:

قول النبي صلى الله عليه وسلم: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في النعلين”.

نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن دخول المسجد بالنعلين، كما روي عن البراء بن عازب رضي الله عنه.

أن الصلاة في الحذاء تشبه بأهل الكتاب، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التشبه بهم.

أدلة المالكية على جواز الصلاة بالحذاء بشرط أن يكون الحذاء طاهرًا:

استدل المالكية الذين قالوا بجواز الصلاة بالحذاء بشرط أن يكون الحذاء طاهرًا بالأدلة التالية:

قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا أتى أحدكم المسجد فلينظر، فإن رأى في نعليه قذرًا فليمسحه ثم ليصل فيهما”.

فعل النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان يصلي في نعليه إذا كانت طاهرة، كما روي عن أنس وعائشة رضي الله عنهما.

إجماع الصحابة والتابعين على جواز الصلاة بالحذاء إذا كان الحذاء طاهرًا.

الراجح في المسألة:

الراجح في المسألة هو قول جمهور الفقهاء الذين قالوا بجواز الصلاة بالحذاء مطلقًا، سواء كان الحذاء طاهرًا أو نجسًا، لأن الأدلة التي استدلوا بها أقوى من الأدلة التي استدل بها الحنفية والمالكية.

الخاتمة:

الصلاة بالحذاء جائزة ولا حرج فيها، بشرط ألا يكون الحذاء نجسًا أو ملوثًا بالنجاسة، وهذا هو رأي جمهور الفقهاء، وقد استدلوا على ذلك بالأدلة القوية الصحيحة.

أضف تعليق