**مقدمة**
الصلاة هي عبادة عظيمة فرضها الله تعالى على عباده المسلمين، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عمود الدين، وقد أمر الله تعالى المسلمين بالصلاة في مواقيت معينة، وحدد لها كيفيات وأحكامًا معينة، ومن بين هذه الأحكام مسألة الصلاة بعد الوتر.
**هل يجوز الصلاة بعد الوتر؟**
اختلف الفقهاء في جواز الصلاة بعد الوتر على قولين:
**القول الأول:** ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه يجوز الصلاة بعد الوتر، واستدلوا على ذلك بما يلي:
* أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بعد الوتر، فقد روى أبو داود والترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بعد الوتر ركعتين خفيفتين”.
* أن الوتر ليس من الفرائض التي لا يجوز الصلاة بعدها، وإنما هو سنة مؤكدة، والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الوتر حق على كل مسلم”، ولم يقل: “فرض”.
* أن الصلاة بعد الوتر من السنن الرواتب، والسنن الرواتب يجوز فعلها في أي وقت من الليل.
**القول الثاني:** ذهب بعض الفقهاء إلى أنه لا يجوز الصلاة بعد الوتر، واستدلوا على ذلك بما يلي:
* أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من صلى بعد الوتر فقد حبط عمله”، وهذا يدل على أن الصلاة بعد الوتر لا تجوز.
* أن الوتر هو خاتمة الصلاة في الليل، والصلاة بعده تشبه الصلاة بعد الفريضة، والصلاة بعد الفريضة لا تجوز.
* أن الوتر هو صلاة منفردة، ولا يجوز الجمع بينه وبين صلاة أخرى.
**أدلة من السنة على جواز الصلاة بعد الوتر**
وردت في السنة النبوية الشريفة أدلة كثيرة على جواز الصلاة بعد الوتر، من بينها:
* ما رواه أبو داود والترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بعد الوتر ركعتين خفيفتين”.
* ما رواه أحمد والترمذي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بعد الوتر ركعتين خفيفتين”.
* ما رواه أبو داود والنسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بعد الوتر ركعتين خفيفتين”.
**أدلة من السنة على عدم جواز الصلاة بعد الوتر**
وردت في السنة النبوية الشريفة بعض الأحاديث التي يمكن الاستدلال بها على عدم جواز الصلاة بعد الوتر، من بينها:
* ما رواه أبو داود والترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إحدى عشرة ركعة بالليل، فإذا سلم من الوتر جلس حتى يسلم المؤذن”.
* ما رواه أحمد والترمذي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إحدى عشرة ركعة بالليل، فإذا سلم من الوتر جلس حتى ينفتل المؤذن”.
* ما رواه أبو داود والنسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إحدى عشرة ركعة بالليل، فإذا سلم من الوتر جلس حتى ينفتل المؤذن”.
**حكم الصلاة بعد الوتر عند المذاهب الأربعة**
اختلف الفقهاء في حكم الصلاة بعد الوتر على أربعة أقوال:
* القول الأول: ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه يجوز الصلاة بعد الوتر، وهو مذهب الحنفية والمالكية والشافعية.
* القول الثاني: ذهب بعض الفقهاء إلى أنه لا يجوز الصلاة بعد الوتر، وهو مذهب الحنابلة.
* القول الثالث: ذهب بعض الفقهاء إلى أنه يجوز الصلاة بعد الوتر لمن كان له عذر، مثل السفر أو المرض، وهو مذهب الظاهرية.
* القول الرابع: ذهب بعض الفقهاء إلى أنه يجوز الصلاة بعد الوتر لمن كان معتادًا على ذلك، وهو مذهب الإباضية.
**الراجح في حكم الصلاة بعد الوتر**
الراجح في حكم الصلاة بعد الوتر هو أنه يجوز الصلاة بعد الوتر، وذلك للأدلة الكثيرة التي وردت في السنة النبوية الشريفة على ذلك.
**خاتمة**
الصلاة بعد الوتر جائزة ولا حرج فيها، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بعد الوتر، وورد في السنة النبوية الشريفة أدلة كثيرة تدل على جواز ذلك، وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز الصلاة بعد الوتر، وهو مذهب الحنفية والمالكية والشافعية.