هل يجوز الصوم بدون حجاب: نظرة شاملة
مقدمة:
الصوم هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو فرض على كل مسلم بالغ عاقل، وهو عبادة عظيمة لها فضل كبير عند الله تعالى. وقد اختلف الفقهاء في حكم صحة صوم من لم تلتزم بالحجاب، فمنهم من أجاز ذلك ومنهم من لم يجزه، وفي هذا المقال سنناقش حكم صوم من لم تلتزم بالحجاب بالتفصيل.
1. تعريف الحجاب
الحجاب في اللغة هو الستر، وفي الشرع هو ما يستر عورة المرأة المسلمة، وقد اختلف الفقهاء في تحديد عورة المرأة، فمنهم من قال أنها جميع بدنها ما عدا الوجه والكفين، ومنهم من قال أنها ما عدا الوجه واليدين والقدمين، ومنهم من قال أنها ما عدا الوجه واليدين والقدمين والذراعين والساقين.
والمقصود بالحجاب الشرعي هو ما تستر به المرأة المسلمة بدنها عدا الوجه والكفين، ويجب أن يكون فضفاضًا غير ضيق، وأن لا يكون شفافًا، وأن لا يكون زينة في حد ذاته.
2. حكم صوم من لم تلتزم بالحجاب
اختلف الفقهاء في حكم صحة صوم من لم تلتزم بالحجاب، فمنهم من أجاز ذلك ومنهم من لم يجزه.
جمهور الفقهاء يرى أن صوم من لم تلتزم بالحجاب صحيح، وأن الحجاب ليس شرطًا لصحة الصوم، واستدلوا على ذلك بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، ولم يذكر الله تعالى في هذه الآية شرطًا للحجاب.
والحنابلة يرون أن صوم من لم تلتزم بالحجاب غير صحيح، وأن الحجاب شرط لصحة الصوم، واستدلوا على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار” [أبو داود].
3. أدلة جمهور الفقهاء
يستدل جمهور الفقهاء على جواز صوم من لم تلتزم بالحجاب بعدة أدلة، منها:
قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، ولم يذكر الله تعالى في هذه الآية شرطًا للحجاب.
قول النبي صلى الله عليه وسلم: “الصوم جنة من النار” [رواه أحمد والترمذي].
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه” [رواه البخاري ومسلم].
4. أدلة الحنابلة
يستدل الحنابلة على عدم جواز صوم من لم تلتزم بالحجاب بعدة أدلة، منها:
قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار” [أبو داود].
قول النبي صلى الله عليه وسلم: “المرأة عورة فإذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان” [الترمذي].
قول النبي صلى الله عليه وسلم: “صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في مسجدها” [ابن ماجه].
5. الراجح من أقوال الفقهاء
الراجح من أقوال الفقهاء هو أن صوم من لم تلتزم بالحجاب صحيح، وذلك لأن الحجاب ليس شرطًا لصحة الصوم، ولأن الصوم عبادة بدنية لا علاقة لها بالحجاب.
ومع ذلك، فإن الحجاب فرض على المرأة المسلمة، وهو من الواجبات الدينية التي يجب عليها القيام بها، ويجب عليها أن تغطي بدنها عدا الوجه والكفين، وأن يكون لباسها فضفاضًا غير ضيق، وأن لا يكون شفافًا، وأن لا يكون زينة في حد ذاته.
6. الحجاب والحياء
الحجاب هو من مظاهر الحياء، والحياء من صفات المؤمنين والمؤمنات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الحياء من الإيمان” [البخاري ومسلم].
ومن علامات الحياء أن تستحي المرأة من أن تظهر مفاتنها أمام الرجال الأجانب، وأن تغطي بدنها عدا الوجه والكفين.
كما أن الحجاب من مظاهر العفة، والعفة من صفات المؤمنين والمؤمنات، وقد قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} [المؤمنون: 5-6].
7. الحجاب في المجتمع
الحجاب هو من مظاهر الهوية الإسلامية، وهو من الرموز التي تميز المرأة المسلمة عن غيرها من النساء.