حكم الصوم

حكم الصوم

الصوم عبادة عظيمة من العبادات التي فرضها الله تعالى على المسلمين، وهو الركن الرابع من أركان الإسلام، وقد ورد في القرآن الكريم كثير من الآيات التي تحث على الصوم وتبين فضله وثوابه، فالصوم هو ترك الطعام والشراب والجماع من الفجر إلى المغرب مع النية، وهو عبادة بدنية وروحانية في نفس الوقت.

فضائل الصوم

الصوم له فضائل كثيرة، منها:

– تطهير الروح والجسد: يساعد الصوم على تطهير الروح والجسد من الذنوب والخطايا، فهو يربي الإنسان على ضبط النفس والانضباط والتقوى.

– تقوية الإرادة: الصوم يقوي إرادة الإنسان ويجعله أكثر قدرة على تحمل الصعوبات والتحديات في الحياة.

– تحسين الصحة: يساعد الصوم على تحسين الصحة البدنية من خلال إراحة الجهاز الهضمي والتخلص من السموم المتراكمة في الجسم.

– تربية النفس على الصبر: الصوم يربي النفس على الصبر والتحمل، فهو يعلم الإنسان كيف يتحكم في رغباته ويصبر على الجوع والعطش.

– زيادة التقوى: الصوم يزيد من تقوى الإنسان وخشوعه لله تعالى، فهو يعلمه كيف يتجنب المحرمات ويتقرب إلى الله تعالى بالطاعات.

– كفارة للذنوب: الصوم يكفر عن الذنوب الصغائر، وهو فرصة للإنسان للتوبة والاستغفار والرجوع إلى الله تعالى.

– دليل الإيمان: الصوم دليل على إيمان الإنسان بالله تعالى وصدق عبادته، فهو عبادة خالصة لله تعالى لا يطلع عليها إلا هو سبحانه وتعالى.

أنواع الصوم

هناك أنواع مختلفة من الصوم، منها:

– الصوم المفروض: وهو الصوم الذي فرضه الله تعالى على المسلمين في شهر رمضان المعظم، وهو شهر الصيام الذي يصوم فيه المسلمون من الفجر إلى المغرب.

– الصوم السنوي: وهو الصوم الذي يسن للمسلمين أن يصوموه في أيام معينة من السنة، مثل صوم عاشوراء وصوم عرفة وصيام أيام البيض.

– الصوم التطوعي: وهو الصوم الذي يصومه المسلمون تطوعاً ابتغاء وجه الله تعالى، مثل صوم يوم الاثنين والخميس وصوم ثلاثة أيام من كل شهر.

– الصوم الكفاري: وهو الصوم الذي يجب على المسلم أن يصومه كفارة عن ذنب معين، مثل صيام شهرين متتاليين كفارة عن اليمين الغموس.

شروط صحة الصوم

يشترط لصحة الصوم عدة شروط، منها:

– النية: يجب على المسلم أن ينوي الصوم قبل الفجر، فمن لم ينو الصوم قبل الفجر فلا يصح صومه.

– الإسلام: لا يصح صوم الكافر لأنه غير مكلف بالصيام، كما لا يصح صوم المرتد لأنه خارج عن الإسلام.

– البلوغ: لا يصح صوم الصبي الذي لم يبلغ الحلم، كما لا يصح صوم الفتاة التي لم تبلغ سن الحيض.

– العقل: لا يصح صوم المجنون لأنه غير مكلف بالصيام.

– القدرة على الصوم: يجب أن يكون المسلم قادراً على الصوم، فلا يصح صوم المريض الذي لا يتحمل الصوم، كما لا يصح صوم المسافر الذي يشق عليه الصوم.

سنن الصوم

هناك سنن كثيرة للصوم، منها:

– السحور: السحور سنة مؤكدة لمن أراد أن يصوم، وهو تناول الطعام والشراب قبل الفجر.

– الإفطار: الإفطار سنة مؤكدة لمن أراد أن يفطر، وهو تناول الطعام والشراب بعد المغرب.

– دعاء الصائم: للصائم دعاء خاص عند الإفطار، وهو: “اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت فتقبل مني إنك أنت السميع العليم”.

– الإكثار من الصدقات: يستحب للصائم الإكثار من الصدقات في شهر رمضان، كما يستحب له الإكثار من قراءة القرآن الكريم وذكر الله تعالى.

– الاعتكاف: الاعتكاف سنة مؤكدة في العشر الأواخر من شهر رمضان، وهو لزوم المسجد والإقامة فيه لعبادة الله تعالى.

مفسدات الصوم

هناك عدة مفسدات للصوم، منها:

– الأكل والشرب: الأكل والشرب من المفطرات التي تبطل الصوم، سواء كان ذلك عمداً أو سهواً.

– الجماع: الجماع من المفطرات التي تبطل الصوم، سواء كان ذلك عمداً أو سهواً.

– الاستمناء: الاستمناء من المفطرات التي تبطل الصوم، سواء كان ذلك عمداً أو سهواً.

– القيء العمدي: القيء العمدي من المفطرات التي تبطل الصوم، أما القيء غير العمدي فلا يبطل الصوم.

– دخول شيء إلى الجوف: دخول شيء إلى الجوف عن طريق الفم أو الأنف أو الأذن أو الدبر من المفطرات التي تبطل الصوم، سواء كان ذلك عمداً أو سهواً.

كفارة الإفطار في رمضان

إذا أفطر المسلم في رمضان عمداً بدون عذر شرعي، فعليه كفارة وهي إطعام ستين مسكيناً، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أفطر يوماً من رمضان متعمداً غير مسافر ولا مريض فعليه صيام شهرين متتابعين، فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً”.

الخلاصة

الصوم عبادة عظيمة لها فضائل كثيرة، وهو فرض على المسلمين في شهر رمضان المعظم، وقد شرع الله تعالى الصوم لكي يطهر أرواح المسلمين وأجسادهم من الذنوب والخطايا، وحتى يقوي إرادتهم وينمي تقواهم، كما أن الصوم يربي النفس على الصبر والتحمل، ويحفظ الإنسان من الوقوع في المحرمات.

أضف تعليق