هل يجوز القراءة من المصحف اثناء الصلاة؟
المقدمة:
الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عماد الدين وروحه، وهي صلة العبد بربه ومناجاته له، وهي عبادة بدنية وروحية عظيمة لها آداب وشروط وأحكام، ومن هذه الأحكام مسألة القراءة من المصحف أثناء الصلاة، والتي اختلف العلماء حول حكمها على قولين رئيسيين:
1. القول الأول: لا يجوز القراءة من المصحف أثناء الصلاة
وهو مذهب أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد وداود ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وابن المبارك، واستدلوا على ذلك بالأدلة التالية:
أ- الاستدلال بالكتاب:
قال الله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} [البقرة: 43] ولم يأمر الله بالقراءة من المصحف أثناء الصلاة.
ب- الاستدلال بالسنة:
لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ من المصحف أثناء الصلاة، بل ثبت أنه كان يقرأ من حفظه.
ج- الاستدلال بالإجماع:
أجمع الصحابة والتابعون على عدم مشروعية القراءة من المصحف أثناء الصلاة.
2. القول الثاني: يجوز القراءة من المصحف أثناء الصلاة
وهو مذهب ابن عمر وعائشة وابن مسعود وابن عباس وبعض التابعين، واستدلوا على ذلك بالأدلة التالية:
أ- الاستدلال بالكتاب:
قال الله تعالى: {فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} [المزمل: 20] ولم يحدد الله تعالى مكان القراءة، لذلك يمكن أن تكون القراءة أثناء الصلاة.
ب- الاستدلال بالسنة:
روى الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة المغرب بـ”قل هو الله أحد” و”قل يا أيها الكافرون”.
ج- الاستدلال بفعل الصحابة:
روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقرأ في صلاة الفجر بـ”سبح اسم ربك الأعلى” و”والشمس وضحاها”.
أحكام القراءة من المصحف أثناء الصلاة:
1. إن القراءة من المصحف أثناء الصلاة جائزة عند المالكية والشافعية والحنابلة، ومكروهة عند الحنفية.
2. لا يجوز القراءة من المصحف إلا في صلاة الفجر وصلاة المغرب، ولا يجوز القراءة فيه في غير هاتين الصلاتين، إلا إذا كان المصلي لا يحفظ شيئًا من القرآن، فيجوز له القراءة من المصحف في أي صلاة من الصلوات الخمس.
3. لا يجوز رفع المصحف في الصلاة إلى ما فوق الرأس، ولا يجوز وضعه على الأرض، بل يوضع على صدر المصلي أو بين يديه.
4. لا يجوز القراءة من المصحف إلا إذا كان المصلي متيقنًا من صحة قراءته، فإن كان يشك في صحة قراءته فلا يجوز له القراءة من المصحف، ويقرأ من حفظه.
5. لا يجوز القراءة من المصحف أثناء الأذان والإقامة، ولا يجوز أيضًا القراءة من المصحف أثناء السجود أو الركوع.
6. لا يجوز القراءة من المصحف أثناء التشهد الأخير، بل يسن للمصلي أن يقرأ في التشهد الأخير التشهد والتسليم.
7. لا يجوز القراءة من المصحف أثناء الصلاة الجهرية، بل يقرأ المصلي في الصلاة الجهرية بصوت مرتفع يسمع نفسه ومن حوله.
الخاتمة:
في الختام، يمكن القول بأن القراءة من المصحف أثناء الصلاة جائزة عند المالكية والشافعية والحنابلة، ومكروهة عند الحنفية، ولا يجوز القراءة من المصحف إلا في صلاة الفجر وصلاة المغرب، ولا يجوز القراءة فيه في غير هاتين الصلاتين، إلا إذا كان المصلي لا يحفظ شيئًا من القرآن، فيجوز له القراءة من المصحف في أي صلاة من الصلوات الخمس.