هل يجوز الكذب عند الضرورة

هل يجوز الكذب عند الضرورة

الصدق هو أحد أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الإنسان، فهو أساس الأمانة والإخلاص، وهو من أهم دعائم المجتمعات والحضارات، وقد حثنا ديننا الإسلامي على الصدق وجعله من أهم الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها المسلم، فقال تعالى: (ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، ومازال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، ومازال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا”.

أقسام الكذب:

– الكذب المجرد: وهو الكذب الذي لا يترتب عليه أي ضرر أو مصلحة، وهو محرم شرعًا.

– الكذب المباح: وهو الكذب الذي يترتب عليه مصلحة أو دفع ضرر، وهو جائز شرعًا، ومن أمثلته الكذب على العدو في الحرب، أو الكذب على لص يريد سرقة مال.

– الكذب المكروه: وهو الكذب الذي لا يترتب عليه مصلحة أو دفع ضرر، ولكنه قد يؤدي إلى إلحاق الضرر بالآخرين، وهو مكروه شرعًا.

مبطلات الكذب:

– أن يكون الكذب في أمر ديني، فلا يجوز الكذب في العقيدة أو في الشريعة أو في الأخلاق.

– أن يكون الكذب في أمر دنيوي مهم، مثل الكذب في الشهادة أو في البيع والشراء أو في المعاملات المالية.

– أن يكون الكذب في أمر شخصي، مثل الكذب على الزوجة أو على الأهل أو على الأصدقاء.

أسباب الكذب:

– الخوف من العقاب أو اللوم، وهذا من أبرز أسباب الكذب، حيث يلجأ الإنسان إلى الكذب لتجنب العقاب أو اللوم الذي قد يترتب على قوله الحقيقة.

– الحصول على منفعة أو مصلحة شخصية، وهذا أيضًا من أسباب الكذب الشائعة، حيث يلجأ الإنسان إلى الكذب للحصول على منفعة أو مصلحة شخصية، مثل الحصول على وظيفة أو مال أو حب أو شهرة.

– إلحاق الضرر بالآخرين، وهذا أيضًا من أسباب الكذب، حيث يلجأ الإنسان إلى الكذب لإلحاق الضرر بالآخرين، مثل تشويه سمعتهم أو إفساد علاقتهم بغيرهم.

آثار الكذب:

– فقد الثقة، فالكذب يؤدي إلى فقد الثقة بين الناس، فعندما يكذب الإنسان مرة واحدة، يفقد الناس ثقتهم به، ويصبح من الصعب عليه استعادتها.

– إفساد العلاقات، فالكذب يؤدي إلى إفساد العلاقات بين الناس، فعندما يكذب الإنسان على صديقه أو زوجته أو أهله، فإنه يفسد العلاقة بينه وبينهم.

– العقوبة الدنيوية، فالكذب قد يؤدي إلى العقوبة الدنيوية، مثل السجن أو الغرامة أو الطرد من العمل.

– العقوبة الأخروية، فالكذب من الكبائر التي يعاقب عليها الله تعالى في الآخرة.

الكذب عند الضرورة:

– الضرورة التي تبيح الكذب هي الضرورة الملجئة، وهي التي لا يمكن دفعها إلا بالكذب، مثل الكذب على العدو في الحرب، أو الكذب على لص يريد سرقة مال.

– لا يجوز الكذب عند الضرورة إلا إذا كانت المصلحة المترتبة على الكذب أكبر من المفسدة المترتبة على الصدق.

– يجب أن يكون الكذب عند الضرورة قدر الحاجة فقط، ولا يجوز الإفراط فيه.

متى يجوز الكذب؟

– من أجل الحفاظ على النفس أو حياة الآخرين: إذا تعرض الإنسان لخطر مباشر على حياته أو حياة أحد أحبائه، فيجوز له أن يكذب من أجل الحفاظ على نفسه أو على حياة أحبائه.

– من أجل الحفاظ على الممتلكات: يجوز الكذب من أجل الحفاظ على ممتلكات الإنسان أو ممتلكات الآخرين من السرقة أو التلف أو الضياع.

– من أجل الحفاظ على الأسرار: يجوز الكذب من أجل الحفاظ على الأسرار التي لا يجوز إفشاؤها، مثل الأسرار العسكرية أو الأسرار الخاصة بالشركات أو الأفراد.

– من أجل حماية الآخرين من الأذى: يجوز الكذب من أجل حماية الآخرين من الأذى الجسدي أو النفسي، مثل الكذب على شخص يريد إيذاء شخص آخر، أو الكذب على شخص يريد الانتحار.

– من أجل تحقيق هدف نبيل: يجوز الكذب من أجل تحقيق هدف نبيل، مثل الكذب على شخص من أجل تشجيعه على فعل الخير، أو الكذب على شخص من أجل منعه من فعل الشر.

الخاتمة:

الكذب من الأمور المحرمة شرعًا، ولا يجوز إلا في حالات الضرورة القصوى، ويجب أن يكون الكذب عند الضرورة قدر الحاجة فقط، ولا يجوز الإفراط فيه، وعلى المسلم أن يتحلى بالصدق في أقواله وأفعاله، وأن يتجنب الكذب بكل صوره وأشكاله، وأن يتذكر قول الله تعالى: (ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين).

أضف تعليق