هل يجوز تخصيص دعاء يوم معين

هل يجوز تخصيص دعاء يوم معين

المقدمة

الدعاء هو أحد أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو من أعظم الوسائل التي يمكن اللجوء إليها لتحقيق الآمال والطموحات، وقد حثنا الله تعالى في كتابه العزيز على الدعاء، فقال: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60].

وقد وردت الكثير من الأحاديث النبوية التي تحث على الدعاء وتبين فضله وأهميته، ومن هذه الأحاديث:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة” [سنن الترمذي].

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السماوات والأرض” [سنن ابن ماجه].

عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير فاحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان” [صحيح مسلم].

أنواع الدعاء

هناك أنواع عديدة من الدعاء، منها:

دعاء العبادة: وهو الدعاء الذي يتوجه به العبد إلى ربه ليعبده ويتقرب إليه، ويدخل في ذلك الدعاء بالتوفيق للطاعة والعبادة، والدعاء بالثبات على الدين، والدعاء بالهداية والرشاد.

دعاء المسألة: وهو الدعاء الذي يتوجه به العبد إلى ربه لطلب حاجة أو دفع ضر، ويدخل في ذلك الدعاء بالرزق، والدعاء بالشفاء من المرض، والدعاء بالنصر على الأعداء.

دعاء الشكر: وهو الدعاء الذي يتوجه به العبد إلى ربه لحمده وشكره على نعمه، ويدخل في ذلك الدعاء بالحمد والثناء على الله، والدعاء بالصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، والدعاء بالاستعاذة من الشيطان الرجيم.

أوقات الدعاء

هناك أوقات معينة مستحبة للدعاء، منها:

ثلث الليل الأخير: وهو الوقت الذي يبدأ من منتصف الليل إلى طلوع الفجر، وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ ومن يسألني فأعطيه؟ ومن يستغفرني فأغفر له؟” [صحيح البخاري].

بعد الصلوات المفروضة: وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الدعاء بعد الفرائض مقبول” [سنن أبي داود].

عند السجود: وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء فيه” [صحيح مسلم].

عند الدعاء بين الأذان والإقامة: وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد” [سنن أبي داود].

الدعاء عند الاستيقاظ من النوم: وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من استيقظ من نومه فقال: الحمد لله الذي أحياني بعد ما أماتني وإليه النشور، ثم قال: اللهم إني أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده، وأعوذ بك من شر ما في هذا اليوم وشر ما بعده، ثم قال: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، لم يضره شيء في ذلك اليوم حتى يمسي” [سنن أبي داود].

الدعاء عند النوم: وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا أويت إلى فراشك فقل: بسم الله ربي وضعت جنبي، فإن مت من ليلتي هذه فاجعلني من الشهداء، وإن أحييتني فأحيني على الإسلام، اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رهبة ورغبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت” [سنن أبي داود].

آداب الدعاء

هناك مجموعة من الآداب التي ينبغي مراعاتها عند الدعاء، منها:

الإخلاص في الدعاء: وهو أن يكون الدعاء خالصًا لله تعالى وحده، لا شريك له.

الحضور والخشوع: وهو أن يكون الدعاء بقلب حاضر وخشوع تام، مع استشعار عظمة الله تعالى وجلاله.

اليقين بالإجابة: وهو أن يكون الداعي على يقين بأن الله تعالى سيستجيب لدعائه، وأن دعاءه لن يضيع.

الرجاء: وهو أن يرجو الداعي من الله تعالى أن يستجيب لدعائه، وأن يحقق له ما دعا به.

الخوف: وهو أن يخاف الداعي من الله تعالى إذا لم يستجب لدعائه، وأن ينزل به عقابه.

التأدب مع الله تعالى: وهو أن يكون الدعاء بأدب واحترام، وعدم التلفظ بألفاظ نابية أو بذيئة.

الدعاء بأسماء الله الحسنى: وهي أسماء الله تعالى التي ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية، وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن لله تعالى تسعة وتسعين اسمًا، من دعا بها دخل الجنة” [صحيح البخاري].

شروط الدعاء

هناك مجموعة من الشروط التي يجب توافرها في الدعاء حتى يكون مقبولاً، منها:

أن يكون الدعاء مطابقًا لشرع الله تعالى: فلا يجوز الدعاء بما فيه معصية أو مخالفة لشرع الله تعالى.

أن يكون الدعاء خالصًا لله تعالى وحده: فلا يجوز الدعاء بشرك أو كفر.

أن يكون الدعاء بيقين وإخلاص: فلا يجوز الدعاء بمجرد اللسان دون حضور القلب.

أن يكون الدعاء بالشيء المباح: فلا يجوز الدعاء بما فيه ضر أو إثم.

أن يكون الدعاء في الوقت المناسب: فلا يجوز الدعاء بما فيه ضر أو إثم.

أن يكون الدعاء بصوت معقول: فلا يجوز الدعاء بصوت مرتفع أو منخفض جدًا.

أن يكون الدعاء في حدود قدرة الله تعالى: فلا يجوز الدعاء بما لا يقدر الله تعالى عليه.

فضل الدعاء

هناك الكثير من الفضائل والأجور المترتبة على الدعاء، منها:

استجابة الدعاء: وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الدعاء هو العبادة، وما سأل أحد ربه شيئًا إلا أعطاه إياه، أو صرف عنه من السوء مثله” [سنن أبي داود].

رفع البلاء: وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فادعوا عباد الله فإن الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين” [سنن ابن ماجه].

فتح أبواب الرزق: وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من سأل الله الرزق، أعطاه الله الرزق، ومن سأل الله العافية، أعطاه الله العافية، ومن سأل الله المغفرة، غفر الله له” [سنن ابن ماجه].

قضاء الحوائج: وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فادعوا عباد الله، فإن الله يحب أن يُسأل” [سنن أبي داود].

دخول الجنة: وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من أكثر من الدعاء دخل الجنة” [سنن الترمذي].

خاتمة

الدعاء عبادة عظيمة لها فضل كبير وأجر جزيل، وهو من أعظم الوسائل التي يمكن اللجوء إليها لتحقيق الآمال والطموحات، وقد حثنا الله تعالى في كتابه العزيز والرسول في سنته على الدعاء، وبين لنا فضله وأهميته، وشرع لنا آدابه وشروطه وأوقاته وأفضل الأوقات له، فينبغي على المسلم أن يكثر من الدعاء ويتضرع إلى الله تعالى

أضف تعليق