هل يجوز حرق القرآن

المقدمة:

القرآن الكريم هو الكتاب المقدس للمسلمين، وهو كلام الله تعالى المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. وهو المصدر الرئيسي للتشريع الإسلامي، ويتضمن تعاليم الله تعالى في العقيدة والعبادة والمعاملات والأخلاق. وقد حظي القرآن الكريم بتقدير كبير من جميع المسلمين على مر العصور، وتم الاعتناء به بشكل كبير. وكان المسلمون شديدي الحذر في التعامل معه، وتجنبوا أي شيء من شأنه أن يمسّ حرمته أو يقلل من شأنه.

حرمة القرآن الكريم:

يتفق جميع المسلمين على حرمة القرآن الكريم، وأنه لا يجوز المساس به بأي شكل من الأشكال. وقد وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية العديد من الأدلة التي تؤكد على حرمته، ومنها:

قال تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة: 77-80].

قال تعالى: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل: 98].

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تمسّوا المصحف إلا أن تكونوا متوضئين” [رواه الترمذي].

حرمة حرق القرآن الكريم:

بالإضافة إلى حرمة المساس بالقرآن الكريم بأي شكل من الأشكال، فإن حرق القرآن الكريم يعد من أعظم الكبائر وأشدها بشاعة. وقد ورد في السنة النبوية العديد من الأدلة التي تؤكد على حرمة حرق القرآن الكريم، ومنها:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من أسرَ كتاب الله فقد حرّقه” [رواه الطبراني].

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من مزّق مصحفًا حرم الله عليه الجنة” [رواه أحمد].

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من أحرق مصحفًا بنار الدنيا، أحرق الله وجهه بنار الآخرة” [رواه الطبراني].

الاعتداء على القرآن الكريم:

في الآونة الأخيرة، شهد العالم العديد من حالات الاعتداء على القرآن الكريم، والتي تُعد من أبشع جرائم الكراهية والتعصب. ومن هذه الحالات:

حرق نسخة من القرآن الكريم في السويد من قبل أحد المتطرفين اليمينيين.

الاعتداء على مسجد في النرويج وسرقة نسخة من القرآن الكريم.

حرق نسخة من القرآن الكريم أمام السفارة التركية في واشنطن.

عواقب الاعتداء على القرآن الكريم:

الاعتداء على القرآن الكريم يسبب غضبًا عارمًا لدى المسلمين في جميع أنحاء العالم، ويؤدي إلى احتجاجات واسعة النطاق. كما أنه يزيد من الاحتقان والتوتر بين المسلمين وغير المسلمين، ويُهدد السلم العالمي. وقد رد المسلمون على هذه الاعتداءات من خلال تنظيم مظاهرات احتجاجية، وإصدار بيانات إدانة، والمطالبة بمعاقبة المعتدين.

موقف الدول الإسلامية من حرق القرآن الكريم:

أدانت جميع الدول الإسلامية حرق القرآن الكريم، ودعت إلى ضرورة احترام المقدسات الدينية وعدم المساس بها. كما طالبت الدول الإسلامية بمعاقبة مرتكبي هذه الجرائم، وحماية المسلمين من الاعتداءات على مقدساتهم.

الخاتمة:

حرق القرآن الكريم هو جريمة بشعة تسيء إلى الإسلام والمسلمين. وهو عمل محرم في الإسلام، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من عواقب هذه الجريمة. وعلى المسلمين أن يدافعوا عن القرآن الكريم بكل ما أوتوا من قوة، وأن يقفوا في وجه كل من يحاول المساس به أو الاعتداء عليه.