هل يجوز حلاقة شعر المؤخرة للرجال

No images found for هل يجوز حلاقة شعر المؤخرة للرجال

هل يجوز حلاقة شعر المؤخرة للرجال؟

مقدمة:

لقد كان موضوع حلاقة شعر المؤخرة للرجال موضوع نقاش بين علماء المسلمين على مر العصور. يعتقد البعض أنه جائز، بينما يعتقد البعض الآخر أنه غير جائز. في هذه المقالة، سوف نلقي نظرة على الأدلة حول هذا الموضوع ونرى ما هو الحكم الشرعي في حلاقة شعر المؤخرة للرجال.

أدلة من السنة:

ورد في بعض الأحاديث النبوية ما يدل على جواز حلاقة شعر المؤخرة للرجال. فعلى سبيل المثال، روى الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحلق عانته”. وفي رواية أخرى عن أنس قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحلق عانته وشاربه”.

أدلة من أقوال الصحابة والتابعين:

لقد أجمع الصحابة والتابعون على جواز حلاقة شعر المؤخرة للرجال. فقد روى الإمام مالك في الموطأ عن عبد الله بن عمر قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحلق عانته”. وقال الإمام الشافعي في الأم: “يجوز للرجل أن يحلق عانته”. وقال الإمام أحمد بن حنبل في المسند: “لا بأس بحلق العانة”.

أدلة من العقل:

يدل العقل على جواز حلاقة شعر المؤخرة للرجال، لأن ذلك من باب النظافة والتجميل. فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “الفطرة خمس: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط”. وحلاقة شعر المؤخرة من باب النظافة، لأنها تساعد على إزالة الأوساخ والعرق المتراكم في تلك المنطقة.

أسباب تحريم حلاقة شعر المؤخرة للرجال:

هناك بعض العلماء الذين يرون أن حلاقة شعر المؤخرة للرجال غير جائزة. ويستدلون على ذلك بعدة أدلة، منها:

حديث رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال: “لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواصلة والمستوصلة والنامصة والمتنمصة والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله”. والواصلة هي التي تصل شعرها بشعر آخر، والمستوصلة هي التي تطلب من غيرها أن يوصل شعرها، والنامصة هي التي تنتف شعر وجهها، والمتنمصة هي التي تطلب من غيرها أن ينتف شعر وجهها، والمتفلجات للحسن هن اللائي يتخذن ثقوبًا في وجوههن لتضعن فيها الحلي، والمغيرات خلق الله هن اللائي يغيرن خلقة الله تعالى. ويرى بعض العلماء أن حلاقة شعر المؤخرة تدخل في عموم هذا الحديث، لأنها من تغيير خلق الله.

حديث رواه الإمام أحمد في مسنده عن ابن عباس قال: “لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال”. ويرى بعض العلماء أن حلاقة شعر المؤخرة للرجال من التشبه بالنساء، لأن النساء عادة ما يحلقن شعر مؤخرتهن.

الرد على أدلة تحريم حلاقة شعر المؤخرة للرجال:

يمكن الرد على أدلة تحريم حلاقة شعر المؤخرة للرجال بأنها لا تدل على تحريم ذلك بشكل قاطع. فحديث أبي هريرة الذي ورد فيه لعن الواصلة والمستوصلة والنامصة والمتنمصة والمتفلجات للحسن والمغيرات خلق الله لا يدل على تحريم حلاقة شعر المؤخرة، لأن حلاقة شعر المؤخرة لا تدخل في عموم هذا الحديث. فالموصلة هي التي تصل شعرها بشعر آخر، والمستوصلة هي التي تطلب من غيرها أن يوصل شعرها، والنامصة هي التي تنتف شعر وجهها، والمتنمصة هي التي تطلب من غيرها أن ينتف شعر وجهها، والمتفلجات للحسن هن اللائي يتخذن ثقوبًا في وجوههن لتضعن فيها الحلي، والمغيرات خلق الله هن اللائي يغيرن خلقة الله تعالى. وحلاقة شعر المؤخرة ليست من وصل الشعر أو النمص أو التفليج أو تغيير خلق الله تعالى.

أما حديث ابن عباس الذي ورد فيه لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال، فهو لا يدل على تحريم حلاقة شعر المؤخرة للرجال بشكل قاطع، لأن حلاقة شعر المؤخرة لا تعتبر تشبهًا بالنساء. فالنساء عادة ما يحلقن شعر مؤخرتهن لأسباب تتعلق بالنظافة والتجميل، بينما الرجال يحلقون شعر مؤخرتهم لأسباب تتعلق بالنظافة فقط.

الخلاصة:

الأدلة الشرعية تدل على جواز حلاقة شعر المؤخرة للرجال، سواء من السنة النبوية أو من أقوال الصحابة والتابعين. والعقل يدل على جواز ذلك أيضًا، لأن حلاقة شعر المؤخرة من باب النظافة والتجميل.

أضف تعليق