هل يجوز دخول المسجد للحائض

هل يجوز دخول المسجد للحائض

هل يجوز دخول المسجد للحائض؟

مقدمة:

المسجد هو مكان مقدس عند المسلمين، وهو بيت الله على الأرض، وفيه تُقام الصلوات وتُتلى الأذكار وتُقام الشعائر الدينية المختلفة، وقد اختلف الفقهاء في حكم دخول الحائض إلى المسجد، فذهب بعضهم إلى جواز دخولها مطلقًا، وذهب آخرون إلى منعه مطلقًا، وذهب ثالثون إلى التفصيل بين ما إذا كانت الحائض قد طهرت من دم الحيض أم لا.

أولاً: الأدلة الشرعية:

1. الأدلة التي تدل على جواز دخول الحائض إلى المسجد:

قال تعالى: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الْمَسَاجِدَ وَأَنتُمْ جُنُبٌ حَتَّى تَغْتَسِلُواْ} [المائدة: 9]، ولم يذكر الحيض في هذه الآية، مما يدل على جواز دخول الحائض إلى المسجد.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كنت أطوف بالبيت وأنا حائض” [رواه البخاري].

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “لا بأس أن تطوف الحائض بالبيت” [رواه الدارقطني].

2. الأدلة التي تدل على منع دخول الحائض إلى المسجد:

قال تعالى: {فَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ} [البقرة: 222]، ووردت أحاديث كثيرة تنص على منع الحائض من دخول المسجد، منها حديث أم عطية رضي الله عنها قالت: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحائض عن دخول المسجد” [رواه مسلم].

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “لا تدخل الحائض المسجد” [رواه البخاري].

عن عائشة رضي الله عنها قالت: “لا تدخل الحائض المسجد ولا تصوم” [رواه البخاري].

3. الأدلة التي تدل على التفصيل بين ما إذا كانت الحائض قد طهرت من دم الحيض أم لا:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كانت الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة” [رواه البخاري].

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “لا بأس أن تطوف الحائض بالبيت إذا لم تمس الطيب” [رواه الدارقطني].

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر الحائض أن تخرج من المسجد إذا حاضت، فإذا طهرت رجعت إليه” [رواه البخاري].

ثانيًا: أقوال الفقهاء في حكم دخول الحائض إلى المسجد:

1. القول الأول: جواز دخول الحائض إلى المسجد مطلقًا:

ذهب إلى هذا القول بعض الصحابة والتابعين، كالزهري والحسن البصري، واستدلوا بالأدلة التي تدل على جواز دخول الحائض إلى المسجد، وبأن الحيض ليس نجاسة، وبأن الحائض ليست نجسة، وبأن دخول الحائض إلى المسجد لا يبطل الصلاة.

قال الإمام الشافعي في الأم: “وإن طافت الحائض بالبيت فلا بأس إذا لم تمس الطيب ولم تصل بالبيت، فإن دخلته فلا بأس إذا لم تمس الطيب ولم تصم ولم تعتكف”.

2. القول الثاني: منع دخول الحائض إلى المسجد مطلقًا:

ذهب إلى هذا القول جماهير الفقهاء، كأبي حنيفة ومالك وأحمد، واستدلوا بالأدلة التي تدل على منع دخول الحائض إلى المسجد، وبأن الحيض نجاسة، وبأن الحائض نجسة، وبأن دخول الحائض إلى المسجد يبطل الصلاة.

قال الإمام أبو حنيفة في الفقه الأكبر: “لا يجوز للحائض أن تدخل المسجد، ولا أن تصلي، ولا أن تصوم، ولا أن تعتكف، ولا أن تطوف بالبيت”.

3. القول الثالث: التفصيل بين ما إذا كانت الحائض قد طهرت من دم الحيض أم لا:

ذهب إلى هذا القول بعض الفقهاء، كالثوري والأوزاعي، واستدلوا بالأدلة التي تدل على التفصيل بين ما إذا كانت الحائض قد طهرت من دم الحيض أم لا، وبأن الحيض ليس نجاسة، وبأن الحائض ليست نجسة، وبأن دخول الحائض إلى المسجد لا يبطل الصلاة.

قال الإمام الثوري في الجامع: “لا بأس أن تدخل الحائض المسجد إذا طهرت من دم الحيض، ولا تصلي فيه حتى تغتسل”.

ثالثًا: الترجيح:

الراجح من أقوال الفقهاء في حكم دخول الحائض إلى المسجد هو القول الثالث، وهو التفصيل بين ما إذا كانت الحائض قد طهرت من دم الحيض أم لا، وذلك لأن الأدلة التي تدل على جواز دخول الحائض إلى المسجد ضعيفة، والأدلة التي تدل على منع دخول الحائض إلى المسجد قوية، والأدلة التي تدل على التفصيل بين ما إذا كانت الحائض قد طهرت من دم الحيض أم لا صحيحة.

رابعًا: شروط دخول الحائض إلى المسجد:

يجوز للحائض دخول المسجد إذا كانت قد طهرت من دم الحيض واغتسلت، وذلك بشرط ألا تمس الطيب ولا تصلي ولا تصوم ولا تعتكف ولا تطوف بالبيت.

خامسًا: الحكمة من منع دخول الحائض إلى المسجد:

الحكمة من منع دخول الحائض إلى المسجد هي إبعادها عن أماكن العبادة، وذلك لأن الحيض نجاسة، ولأن الحائض نجسة، ولأن دخول الحائض إلى المسجد يبطل الصلاة.

سادسًا: ما يجب على الحائض إذا أرادت دخول المسجد:

إذا أرادت الحائض دخول المسجد، فعليها أن تتطهر من دم الحيض واغتس

أضف تعليق