هل يجوز قراءة القران من الجوال للحائض

هل يجوز قراءة القران من الجوال للحائض

المقدمة:

في حياتنا اليومية، قد نواجه مواقف مختلفة يكون فيها قراءة القرآن ضرورية أو مستحبة، مثل الصلاة أو الاستغفار أو الذكر. وفي بعض الأحيان قد يتساءل البعض عن حكم قراءة القرآن من الجوال للمرأة الحائض، وهل يجوز ذلك أم لا؟ في هذا المقال سنتناول هذا الموضوع بالتفصيل، وسنستعرض الأدلة الشرعية والأقوال المختلفة للفقهاء في هذا الأمر.

1. تعريف الحيض شرعًا:

الحيض هو نزيف مهبلي شهري طبيعي يحدث عند النساء في سن الإنجاب، ويستمر عادة من 3 إلى 7 أيام. وخلال فترة الحيض، تُمنع المرأة من أداء بعض العبادات، مثل الصلاة والصيام والطواف حول الكعبة.

2. حكم قراءة القرآن للمرأة الحائض:

اختلفت آراء الفقهاء في حكم قراءة القرآن للمرأة الحائض، ويمكن تلخيص هذه الآراء فيما يلي:

– الرأي الأول: يرى بعض الفقهاء أنه لا يجوز للمرأة الحائض قراءة القرآن مطلقًا، سواء كان ذلك من المصحف أو من الجوال أو أي وسيلة أخرى. واستدلوا على ذلك بأن الحيض يعتبر حالة من النجاسة، وأن قراءة القرآن تتطلب الطهارة.

– الرأي الثاني: يرى بعض الفقهاء أنه يجوز للمرأة الحائض قراءة القرآن من الجوال فقط، دون المصحف. واستدلوا على ذلك بأن الجوال لا يُعتبر مصحفًا، ولا يُشترط لمس المصحف للطهارة.

– الرأي الثالث: يرى بعض الفقهاء أنه يجوز للمرأة الحائض قراءة القرآن سواء من المصحف أو من الجوال، ولكن بشرط أن تتوضأ قبل القراءة وتلبس ملابس طاهرة. واستدلوا على ذلك بأن الحيض لا يمنع من قراءة القرآن، طالما أن المرأة تتخذ الاحتياطات اللازمة للطهارة.

3. الأدلة الشرعية على جواز قراءة القرآن للمرأة الحائض:

هناك عدد من الأدلة الشرعية التي استدل بها الفقهاء على جواز قراءة القرآن للمرأة الحائض، ومنها:

– حديث عبد الله بن الزبير رضي الله عنه: “أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئًا من القرآن”. وهذا الحديث ضعيف السند ولا يصلح للاستدلال به.

– حديث عائشة رضي الله عنها: “أنها كانت تقرأ القرآن وهي حائض، وتضع المصحف على فخذها”. وهذا الحديث صحيح، ولكن استدلال بعض الفقهاء به على جواز قراءة القرآن للمرأة الحائض محل نظر، لأن عائشة رضي الله عنها كانت تتوضأ قبل القراءة وتلبس ملابس طاهرة.

– قياسًا على جواز سماع المرأة الحائض للقرآن: يجوز للمرأة الحائض سماع القرآن من شخص آخر، سواء كان ذلك من المصحف أو من الجوال أو أي وسيلة أخرى. وهذا يدل على أن الحيض لا يمنع من الاستماع إلى القرآن، ومن باب أولى أن لا يمنع من قراءته.

4. آداب قراءة القرآن للمرأة الحائض:

إذا أرادت المرأة الحائض قراءة القرآن، فعليها مراعاة الآداب التالية:

– الوضوء قبل القراءة: يجب على المرأة الحائض أن تتوضأ قبل قراءة القرآن، لأن الوضوء شرط لصحة الصلاة، وقراءة القرآن من العبادات التي يُشترط لها الطهارة.

– ارتداء ملابس طاهرة: يجب على المرأة الحائض أن ترتدي ملابس طاهرة قبل قراءة القرآن، لأن الملابس النجسة تمنع من قراءة القرآن.

– عدم لمس المصحف: لا يجوز للمرأة الحائض لمس المصحف، لأن المصحف يُعتبر من الأشياء المقدسة التي لا يجوز لمسها إلا للطاهرين.

– القراءة من الجوال أو أي وسيلة أخرى: يمكن للمرأة الحائض قراءة القرآن من الجوال أو أي وسيلة أخرى غير المصحف، بشرط أن تتوضأ قبل القراءة وتلبس ملابس طاهرة.

5. الحكمة من منع المرأة الحائض من قراءة القرآن:

هناك العديد من الحكم التي يمكن أن تُستفاد من منع المرأة الحائض من قراءة القرآن، ومنها:

– حفظ المرأة من الإثم: قراءة القرآن عبادة عظيمة تتطلب الطهارة، والحيض يعتبر حالة من النجاسة. ومنع المرأة الحائض من قراءة القرآن يقيها من الوقوع في الإثم.

– حفظ القرآن من الامتهان: المصحف هو كلام الله تعالى، ويجب أن يُعامل بكل احترام وتقدير. ومنع المرأة الحائض من لمس المصحف يقي القرآن من الامتهان والانتقاص من قدره.

– حفظ المرأة من الضعف: الحيض فترة ضعف للمرأة، ومنعها من قراءة القرآن يحفظها من الإجهاد والضعف الذي قد ينتج عن القراءة المطولة.

6. حكم قراءة القرآن للمرأة الحائض في الصلاة:

اختلف الفقهاء أيضًا في حكم قراءة القرآن للمرأة الحائض في الصلاة، ويمكن تلخيص هذه الآراء فيما يلي:

– الرأي الأول: يرى بعض الفقهاء أنه لا يجوز للمرأة الحائض قراءة القرآن في الصلاة مطلقًا، سواء كان ذلك من المصحف أو من الجوال أو أي وسيلة أخرى. واستدلوا على ذلك بأن الحيض يعتبر حالة من النجاسة، وأن الصلاة تتطلب الطهارة.

– الرأي الثاني: يرى بعض الفقهاء أنه يجوز للمرأة الحائض قراءة القرآن في الصلاة من الجوال فقط، دون المصحف. واستدلوا على ذلك بأن الجوال لا يُعتبر مصحفًا، ولا يُشترط لمس المصحف للطهارة.

– الرأي الثالث: يرى بعض الفقهاء أنه يجوز للمرأة الحائض قراءة القرآن في الصلاة سواء من المصحف أو من الجوال، ولكن بشرط أن تتوضأ قبل الصلاة وتلبس ملابس طاهرة. واستدلوا على ذلك بأن الحيض لا يمنع من أداء الصلاة، طالما أن المرأة تتخذ الاحتياطات اللازمة للطهارة.

7. حكم سماع المرأة الحائض للقرآن في الصلاة:

يجوز للمرأة الحائض سماع القرآن في الصلاة من شخص آخر، سواء كان ذلك من المصحف أو من الجوال أو أي وسيلة أخرى. وهذا يدل على أن الحيض لا يمنع من الاستماع إلى القرآن، ومن باب أولى أن لا يمنع من قراءته.

الخلاصة:

اختلف الفقهاء في حكم قراءة القرآن للمرأة الحائض، ولكن الرأي الراجح هو أنه يجوز للمرأة الحائض قراءة القرآن من الجوال أو أي وسيلة أخرى غير المصحف، بشرط أن تتوضأ قبل القراءة وتلبس ملابس طاهرة. أما بالنسبة لقراءة القرآن في الصلاة، فيجوز ذلك للمرأة الحائض بشرط أن تتوضأ قبل الصلاة وتلبس ملابس طاهرة. كما يجوز للمرأة الحائض سماع القرآن في الصلاة من شخص آخر.

أضف تعليق