المقدمة:
الزكاة أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي عبادة مالية مقدرة في أموال محددة، تؤدى إلى مستحقين شرعيين، وهي حق للفقراء والمساكين في أموال الأغنياء، فهل يجوز دفع الزكاة لشخص عليه ديون؟ هذا ما سنناقشه في هذا المقال.
1. تعريف الزكاة:
الزكاة هي حق واجب في أموال معلومة، يصرف للفقراء والمساكين وغيرهم من المستحقين، قد فرضها الله تعالى على كل مسلم، ذكرًا أم أنثى، حرًا أم عبدًا، صغيرًا أم كبيرًا، إذا ملك نصابًا من المال وحال عليه الحول.
2. شروط وجوب الزكاة:
الإسلام: فالمسلمون هم المكلفون بالزكاة، ولا تجب على الكافرين.
البلوغ: فالزكاة تجب على كل مسلم بلغ سن الرشد، ولا تجب على الأطفال.
العقل: فالزكاة تجب على كل مسلم عاقل، ولا تجب على المجانين.
الحرية: فالزكاة تجب على كل مسلم حر، ولا تجب على العبيد.
الملك: فالزكاة تجب على كل مسلم يملك نصابًا من المال، ولا تجب على الفقراء والمساكين.
الحول: فالزكاة تجب على كل مسلم حال عليه الحول على ماله، ولا تجب على ماله قبل أن يحول عليه الحول.
3. أنواع أموال الزكاة:
أموال التجارة.
عروض التجارة.
بهيمة الأنعام.
الذهب والفضة والنقود.
الزروع والثمار.
4. مستحقو الزكاة:
الفقراء: وهم الذين ليس لديهم ما يكفيهم من المال للوفاء بحاجاتهم الضرورية.
المساكين: وهم الذين يملكون ما يكفيهم من المال للوفاء بحاجاتهم الضرورية، إلا أنهم لا يملكون ما يكفيهم للوفاء بحاجاتهم التحسينية.
العاملون عليها: وهم الذين يعملون على جمع وتوزيع الزكاة.
المؤلفة قلوبهم: وهم الذين لم يسلموا بعد، ولكن يُرجى إسلامهم.
الرقاب: وهم العبيد والجواري.
الغارمون: وهم الذين عليهم ديون ولا يستطيعون سدادها.
في سبيل الله: وهم المجاهدون في سبيل الله.
ابن السبيل: وهو المسافر الذي نفدت نفقته.
5. هل يجوز دفع الزكاة لمن عليه دين؟
يجوز صرف الزكاة للمدين إذا كان من مستحقيها، وهذا إذا كان الدين مما يجوز صرفه فيه، وذلك لعموم قوله تعالى: {وَآتُوا الْحَقَّ أَهْلَهُ} [الروم: 38]، وقوله صلى الله عليه وسلم: “أعطوا الزكاة لمستحقيها” [رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه]، ولم يستثن النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك المدين.
6. شروط جواز إخراج الزكاة للمدين:
أن يكون الدين محقق الوجود.
أن يكون الدين واجب السداد.
أن يكون الدين مما يجوز صرفه فيه الزكاة.
أن يكون المدين من مستحقي الزكاة.
7. حكم دفع الزكاة لمن عليه دين:
إذا كان الدين مما يجوز صرفه فيه الزكاة، وكان المدين من مستحقي الزكاة، جاز دفع الزكاة له.
إذا دفع المسلم زكاته للمدين جاز ذلك، ولا يلزمه دفعها مرة أخرى.
إذا دفع المسلم زكاته للمدين، سقط عنه دين المدين، ولا يلزمه رده للمسلم.
الخاتمة:
يجوز دفع الزكاة لمن عليه دين إذا كان الدين مما يجوز صرفه فيه الزكاة، وكان المدين من مستحقي الزكاة، وذلك لعموم قوله تعالى: {وَآتُوا الْحَقَّ أَهْلَهُ} [الروم: 38]، وقوله صلى الله عليه وسلم: “أعطوا الزكاة لمستحقيها” [رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه].