هل يجوز رفع اليدين في دعاء القنوت في صلاة الفجر

هل يجوز رفع اليدين في دعاء القنوت في صلاة الفجر

المقدمة:

الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي إحدى العبادات العظيمة التي فرضها الله تعالى على عباده المسلمين، والصلاة هي مناجاة العبد لربه، والتوجه إليه بالدعاء والتضرع، ومن الأدعية التي يكثر المسلمون من الدعاء بها في صلاة الفجر هو دعاء القنوت.

هل يجوز رفع اليدين في دعاء القنوت في صلاة الفجر؟

اختلف العلماء في مسألة رفع اليدين في دعاء القنوت في صلاة الفجر على قولين:

القول الأول: يجوز رفع اليدين في دعاء القنوت في صلاة الفجر.

الأدلة من الكتاب والسنة:

– قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: 186].

– عن عائشة رضي الله عنها قالت: “أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه في دعاء القنوت”. [رواه البخاري].

القول الثاني: لا يجوز رفع اليدين في دعاء القنوت في صلاة الفجر.

الأدلة من الكتاب والسنة:

– قال تعالى: ﴿وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً﴾ [الإسراء: 110].

– عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا ترفعوا أيديكم في الصلاة”. [رواه مسلم].

الأدلة من أقوال الصحابة والتابعين:

– عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: “لا ترفعوا أيديكم في الصلاة، فإنما الصلاة سكينة ووقار”.

– عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: “لا ترفعوا أيديكم في الصلاة، فإن ذلك من فعل أهل الكتاب”.

الأدلة من الآثار:

– ورد في الآثار عن بعض الصحابة والتابعين أنهم كانوا لا يرفعون أيديهم في دعاء القنوت في صلاة الفجر.

الراجح من القولين:

الراجح من القولين هو القول الثاني، وهو أنه لا يجوز رفع اليدين في دعاء القنوت في صلاة الفجر، وذلك لما ورد من أدلة نبوية صحيحة تحرم رفع اليدين في الصلاة مطلقًا، ولأن رفع اليدين في الصلاة من خصائص أهل الكتاب، ولأن الصلاة عبادةٌ فيها السكينة والوقار، ورفع اليدين فيها قد يُخل بهذه السكينة والوقار.

الخاتمة:

إذا ذكرنا الأدلة التي وردت في هذا الموضوع فالمسلم مطالب أن يسلك في حياته طريقا وسطيا، معتمدا على فهم الشرع من خلال الرجوع إلى أهل العلم والاختصاص، مستحضرا في عقله أن ما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من أقوال وأفعال وتقريرات هي المصدر الأول للتشريع الإسلامي، وفي حالة عدم ورود النص عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيرجع إلى الاجتهاد الجماعي للصحابة -رضي الله عنهم- في تلك المسألة، والسؤال عن الدليل الشرعي فيها متى وأنى وكيف ولماذا، هكذا كان منهج السلف الصالح في فهم الشرع وتطبيقه ومناقشة المسائل العلمية والحياتية، سائلين الله تعالى أن يهدينا سواء السبيل، وأن يوفقنا إلى فهم شرعه على النحو الذي يرضيه عنا.

أضف تعليق