حكم دعاء القنوت في صلاة الفجر

حكم دعاء القنوت في صلاة الفجر

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد،،،

فدعاء القنوت في صلاة الفجر هو دعاء مستحب يشرع للمسلم أن يدعو به في صلاته، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به في صلاة الفجر، فقد ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام في صلاة الفجر قال: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت”.

أولاً: مشروعية دعاء القنوت في صلاة الفجر:

1) وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تدل على مشروعية دعاء القنوت في صلاة الفجر، ومنها ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يقنت في الفجر حتى يطمئن الناس في قيامهم”.

2) إن دعاء القنوت في صلاة الفجر يعد من السنن المؤكدة، وقد استمر المسلمون على مر العصور على أدائه، فهو من العبادات التي لها أجر وثواب كبير عند الله تعالى.

3) إن دعاء القنوت في صلاة الفجر هو فرصة للمسلم للتضرع إلى الله تعالى بالدعاء والابتهال، وهو وقت مناسب لطلب المغفرة والرحمة والعفو والتوفيق والسداد.

ثانياً: كيفية أداء دعاء القنوت في صلاة الفجر:

1) يشرع للمسلم أن يرفع يديه عند القنوت، ويقول: “اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت”.

2) يجوز للمسلم أن يدعو بما شاء من الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو يدعو بأي دعاء آخر يريده، ولكن الأفضل أن يدعو بما ورد في السنة النبوية.

3) ينبغي للمسلم أن يدعو بصدق وإخلاص، وأن يتضرع إلى الله تعالى بكل قلبه، وأن يتيقن بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه إذا كان خيراً له.

ثالثاً: فضل دعاء القنوت في صلاة الفجر:

1) إن دعاء القنوت في صلاة الفجر يعد من أفضل العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، وهو من السنن المؤكدة التي لها أجر وثواب كبير عند الله تعالى.

2) إن دعاء القنوت في صلاة الفجر هو فرصة للمسلم لكي يدعو الله تعالى بكل ما يريده من أمور الدنيا والآخرة، وهو وقت مناسب لطلب المغفرة والرحمة والعفو والتوفيق والسداد.

3) إن دعاء القنوت في صلاة الفجر هو سبب لدفع البلاء والشر عن المسلم، وهو سبب لجلب الخير والبركة والتوفيق في الحياة الدنيا والآخرة.

رابعاً: أوقات القنوت في صلاة الفجر:

1) يشرع للمسلم أن يقنت في صلاة الفجر في ثلاثة مواضع: الموضع الأول: بعد الركعة الثانية قبل الركوع، والموضع الثاني: بعد الركعة الرابعة قبل الركوع، والموضع الثالث: في آخر التشهد قبل التسليم.

2) إن القنوت في صلاة الفجر في هذه المواضع الثلاثة يعد من السنن المؤكدة، وقد استمر المسلمون على مر العصور على أدائه، فهو من العبادات التي لها أجر وثواب كبير عند الله تعالى.

3) يجوز للمسلم أن يقنت في أي من هذه المواضع الثلاثة، ولكن الأفضل أن يقنت في آخر التشهد قبل التسليم، وذلك لأن هذا الموضع هو أفضل مواضع القنوت في صلاة الفجر.

خامساً: آداب دعاء القنوت في صلاة الفجر:

1) ينبغي للمسلم أن يكون متطهراً عند أداء دعاء القنوت في صلاة الفجر، وأن يكون مستقبلاً للقبلة، وأن يكون قائماً معتدلاً، وأن يرفع يديه إلى صدره أو إلى منكبيه.

2) ينبغي للمسلم أن يكون متخشعاً عند أداء دعاء القنوت في صلاة الفجر، وأن يكون ذاكراً لله تعالى، وأن يتضرع إليه بكل قلبه، وأن يتيقن بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه إذا كان خيراً له.

3) ينبغي للمسلم أن يدعو في دعاء القنوت في صلاة الفجر بما ورد في السنة النبوية، أو يدعو بأي دعاء آخر يريده، ولكن الأفضل أن يدعو بما ورد في السنة النبوية.

سادساً: أقوال العلماء في دعاء القنوت في صلاة الفجر:

1) جمهور العلماء على مشروعية دعاء القنوت في صلاة الفجر، واستدلوا على ذلك بالأحاديث النبوية التي وردت في هذا الشأن، وبما ثبت عن الصحابة والتابعين من المواظبة على أداء دعاء القنوت في صلاة الفجر.

2) بعض العلماء يرون أن دعاء القنوت في صلاة الفجر غير مشروع، واستدلوا على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يدعو به في كل صلاة فجر، وبأن الصحابة والتابعين لم يواظبوا على أدائه.

3) الراجح من أقوال العلماء هو أن دعاء القنوت في صلاة الفجر مشروع، وأن أداءه يعد من السنن المؤكدة، وذلك لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من المواظبة عليه، ولما ثبت عن الصحابة والتابعين من المواظبة على أدائه.

سابعاً: الخاتمة:

إن دعاء القنوت في صلاة الفجر يعد من أفضل العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، وهو من السنن المؤكدة التي لها أجر وثواب كبير عند الله تعالى.

والمسلم مطالب بأن يحرص على أداء دعاء القنوت في صلاة الفجر في كل يوم، وأن يتضرع إلى الله تعالى بكل قلبه، وأن يتيقن بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه إذا كان خيراً له.

نسأل الله تعالى أن يوفقنا لأداء العبادات على أكمل وجه، وأن يجعلنا من عباده الصالحين المقبولين.

أضف تعليق