هل يجوز شرب الماء مع اذان الفجر

المقدمة:

يعتبر الأذان علامة على دخول وقت الفجر وبدء صيام المسلم، وقد اختلف العلماء حول جواز شرب الماء مع سماع أذان الفجر، فمنهم من قال بالجواز ومنهم من قال بالكراهة أو التحريم، وفي هذا المقال سنتناول حكم شرب الماء مع أذان الفجر بالتفصيل.

حكم شرب الماء مع أذان الفجر:

اختلف العلماء في حكم شرب الماء مع أذان الفجر إلى ثلاثة أقوال:

1- الجواز: ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى جواز شرب الماء مع أذان الفجر، واستدلوا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأكل ويشرب حتى يسمع أذان بلال، وبأنه لم يرد نص صريح في تحريم ذلك.

2- الكراهة: ذهب الحنفية إلى كراهة شرب الماء مع أذان الفجر، واستدلوا بأن ذلك ينافي الامتثال لأمر الله تعالى بالصيام من الفجر إلى المغرب.

3- التحريم: ذهب بعض العلماء إلى تحريم شرب الماء مع أذان الفجر، واستدلوا بأن ذلك ينافي مقصد الصيام وهو الامتناع عن الطعام والشراب.

أدلة القول بالجواز:

استند القائلون بجواز شرب الماء مع أذان الفجر إلى أدلة عدة منها:

1- حديث رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أدركه الفجر وهو يمضغ الطعام فلا يرم ما في فيه حتى يمضغه”. وفسّر العلماء هذا الحديث على أنه دليل على عدم وجوب الامتناع عن الطعام والشراب مع سماع أذان الفجر.

2- حديث رواه الإمام أحمد وأبو داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبح يسمع أذان بلال يأكل شيئًا ويشرب”. وهذا الحديث يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتناول الطعام والشراب بعد سماع أذان الفجر.

3- عدم وجود نص صريح في القرآن الكريم أو السنة النبوية يحظر شرب الماء مع أذان الفجر.

أدلة القول بالكراهة:

استند القائلون بكراهة شرب الماء مع أذان الفجر إلى أدلة عدة منها:

1- أن شرب الماء مع سماع أذان الفجر ينافي الامتثال لأمر الله تعالى بالصيام من الفجر إلى المغرب.

2- أن الأذان علامة على دخول وقت الصيام، فيجب على المسلم أن ينوي الصيام فور سماعه.

3- أن شرب الماء مع أذان الفجر قد يؤدي إلى الإفطار بسبب دخول الماء إلى الجوف.

أدلة القول بالتحريم:

استند القائلون بتحريم شرب الماء مع أذان الفجر إلى أدلة عدة منها:

1- أن شرب الماء مع أذان الفجر ينافي مقصد الصيام وهو الامتناع عن الطعام والشراب.

2- أن الأذان علامة على دخول وقت الصيام، فيجب على المسلم الإمساك عن الطعام والشراب فور سماعه.

3- أن شرب الماء مع أذان الفجر قد يؤدي إلى الإفطار بسبب دخول الماء إلى الجوف.

الراجح في المسألة:

الراجح في المسألة هو القول بالجواز، وذلك للأدلة الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم والتي تدل على عدم وجوب الامتناع عن الطعام والشراب مع سماع أذان الفجر. ومع ذلك، ينبغي على المسلم أن يتجنب شرب الماء مع أذان الفجر كإجراء وقائي من دخول الماء إلى الجوف والإفطار.

شرب الماء بعد الأذان:

يجوز للمسلم شرب الماء بعد الأذان إذا تأكد من عدم دخوله إلى الجوف، وذلك لأن الصيام يبدأ بعد سماع الأذان وليس قبل ذلك. ومع ذلك، ينبغي على المسلم الامتناع عن شرب الماء بكثرة بعد الأذان حتى لا يؤدي ذلك إلى حدوث العطش الشديد أثناء الصيام.

الخاتمة:

اختلف العلماء في حكم شرب الماء مع أذان الفجر إلى ثلاثة أقوال: الجواز والكراهة والتحريم، والراجح في المسألة هو القول بالجواز. ومع ذلك، ينبغي على المسلم أن يتجنب شرب الماء مع أذان الفجر كإجراء وقائي من دخول الماء إلى الجوف والإفطار، وله أن يشرب الماء بعد الأذان إذا تأكد من عدم دخوله إلى الجوف.