هل يجوز صلاة قيام الليل بعد الوتر

هل يجوز صلاة قيام الليل بعد الوتر؟

مقدمة

صلاة قيام الليل هي إحدى العبادات الليليّة التي يُؤدّيها المسلمون طوعًا، وهي من السنن المؤكدة، وصلاة الوتر هي صلاة تُؤدّى بعد صلاة العشاء وتُنهي صلاة الليل، وقد اختلف الفقهاء في جواز صلاة قيام الليل بعد الوتر، فمنهم من أجاز ذلك ومنهم من منعه.

الأدلة على جواز صلاة قيام الليل بعد الوتر

1. الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم:

– فقد روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة، يُوتر بثلاث ويصلي ثمانيًا، يركع في كل ركعتين، ويسجد في كل ركعتين، فلما كبر سنه صلى تسع ركعات، واستنقص ركعتين من الثمان”، وهذا الحديث يدلّ على أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي قيام الليل بعد الوتر.

2. أقوال الصحابة والتابعين:

– فقد روى عن عددٍ من الصحابة والتابعين أنّهم كانوا يُصلّون قيام الليل بعد الوتر، ومنهم ابن عمر وعلي بن أبي طالب وابن عباس، وهذا يدلّ على أنّهم كانوا يرون جواز ذلك.

3. القياس على صلاة التراويح:

– فقد قال الإمام الشافعي رحمه الله: “والقياس على التراويح؛ فإن من صلى ركعة أو ركعتين بعد العشاء، ثم أوتر بعد ذلك بثلاث، ثم قام بعد ذلك وصلى ما شاء من الليل، أنه سنة”، وهذا القياس يدلّ على أنّ صلاة قيام الليل تُشرع بعد صلاة الوتر.

الأدلة على منع صلاة قيام الليل بعد الوتر

1. حديث ابن عباس:

– فقد روى الطحاوي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الوتر لم يصل بعده شيئًا”، وهذا الحديث يدلّ على أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يُصلّي قيام الليل بعد الوتر.

2. أقوال بعض الفقهاء:

– فقد ذهب بعض الفقهاء إلى أنّ صلاة قيام الليل تُنهي صلاة الليل، وأنّه لا يُشرع شيءٌ بعدها، ومن هؤلاء الفقهاء الإمام مالك رحمه الله، وهذا القول يدلّ على أنّ صلاة قيام الليل لا تُشرع بعد الوتر.

3. كون الوتر خاتمة صلاة الليل:

– فقد قال الإمام أحمد رحمه الله: “الوِتر خاتمة صلاة الليل، وقيام الليل قبله”، وهذا القول يدلّ على أنّ الوتر هي صلاة تُنهي صلاة الليل، وأنّه لا يُشرع شيءٌ بعدها.

الترجيح

الراجح أنّ صلاة قيام الليل تُشرع بعد الوتر، وذلك للأدلة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة والتابعين، ولأنّ القياس على صلاة التراويح يدلّ على ذلك أيضًا.

الخاتمة

وفي الختام، فإنّ صلاة قيام الليل من العبادات الليليّة التي يُؤدّيها المسلمون طوعًا، وهي من السنن المؤكدة، وقد اختلف الفقهاء في جواز صلاة قيام الليل بعد الوتر، فمنهم من أجاز ذلك ومنهم من منعه، والراجح أنّ صلاة قيام الليل تُشرع بعد الوتر، وذلك للأدلة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة والتابعين، ولأنّ القياس على صلاة التراويح يدلّ على ذلك أيضًا.