هل يجوز صيام يوم الشك قبل رمضان

هل يجوز صيام يوم الشك قبل رمضان؟

مقدمة:

يوم الشك هو اليوم الثلاثون من شهر شعبان، وهو اليوم الذي يسبق شهر رمضان المبارك، وقد اختلف العلماء في حكم صيامه، فذهب بعضهم إلى أنه جائز، بينما ذهب آخرون إلى أنه مكروه، وفي هذا المقال سوف نناقش حكم صيام يوم الشك قبل رمضان، وسنستعرض أدلة الفريقين.

أولاً: أقوال العلماء في حكم صيام يوم الشك:

اتفق العلماء على أن صيام يوم الشك جائز، ولكنهم اختلفوا في حكمه، فذهب بعضهم إلى أنه مستحب، بينما ذهب آخرون إلى أنه مكروه، وفيما يلي أقوال العلماء في هذا الصدد:

1. القول الأول: استحباب صيام يوم الشك:

ذهب بعض العلماء إلى أن صيام يوم الشك مستحب، ومن هؤلاء العلماء:

الإمام النووي: قال في كتابه “المجموع شرح المهذب”: “يستحب صوم يوم الشك، وهو اليوم الذي يشك فيه هل هو من شعبان أو من رمضان”.

الإمام ابن قدامة: قال في كتابه “المغني”: “يستحب صوم يوم الشك، وهو اليوم الذي يشك فيه هل هو من شعبان أو من رمضان”.

الإمام ابن حجر الهيتمي: قال في كتابه “تحفة المحتاج”: “يستحب صوم يوم الشك، وهو اليوم الذي يشك فيه هل هو من شعبان أو من رمضان”.

2. القول الثاني: كراهة صيام يوم الشك:

ذهب بعض العلماء إلى أن صيام يوم الشك مكروه، ومن هؤلاء العلماء:

الإمام مالك: قال في كتابه “الموطأ”: “أكره صوم يوم الشك”.

الإمام الشافعي: قال في كتابه “الأم”: “أكره صوم يوم الشك”.

الإمام أحمد بن حنبل: قال في كتابه “المسند”: “أكره صوم يوم الشك”.

ثانياً: أدلة الفريقين:

استدل الفريق القائل باستحباب صيام يوم الشك بعدة أدلة، منها:

حديث عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم الشك”.

حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم الشك”.

حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم الشك”.

واستدل الفريق القائل بكراهة صيام يوم الشك بعدة أدلة، منها:

حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الشك”.

حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الشك”.

حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الشك”.

ثالثاً: الراجح في حكم صيام يوم الشك:

الراجح في حكم صيام يوم الشك هو أنه جائز، وليس مستحباً ولا مكروهاً، وذلك للأدلة التي ذكرها الفريقان، ولأن صيام يوم الشك لا يترتب عليه أي مفسدة، بل قد يكون فيه مصلحة، وهي الاحتياط في صيام شهر رمضان المبارك.

رابعاً: حكم صيام يوم الشك عند الشك في دخول شهر رمضان:

إذا شك المكلف في دخول شهر رمضان، جاز له أن يصوم يوم الشك، وذلك احتياطاً لشهر رمضان، فإذا ثبت دخول شهر رمضان، كان صيامه ليوم الشك صحيحاً، وإذا ثبت عدم دخول شهر رمضان، كان صيامه ليوم الشك تطوعاً.

خامساً: حكم صيام يوم الشك عند عدم الشك في دخول شهر رمضان:

إذا لم يشك المكلف في دخول شهر رمضان، فإن صيامه ليوم الشك مكروه، وذلك لأنه لا داعي للصيام في هذا اليوم، وقد يكون فيه مفسدة، وهي التعود على صيام يوم الشك، ثم صيام يوم العيد، وهو يوم حرام صيامه.

سادساً: حكم صيام يوم الشك للمرأة الحائض أو النفساء:

لا يجوز للمرأة الحائض أو النفساء أن تصوم يوم الشك، وذلك لأن صيامها في هذا اليوم غير صحيح، ولا يجزئها عن صيام شهر رمضان.

سابعاً: حكم صيام يوم الشك للمريض أو المسافر:

يجوز للمريض أو المسافر أن يفطر في يوم الشك، وذلك لوجود عذر شرعي يبيح له الفطر، فالمريض له عذر المرض، والمسافر له عذر السفر.

الخاتمة:

صيام يوم الشك جائز، وليس مستحباً ولا مكروهاً، فإذا شك المكلف في دخول شهر رمضان، جاز له أن يصوم يوم الشك، وذلك احتياطاً لشهر رمضان، فإذا ثبت دخول شهر رمضان، كان صيامه ليوم الشك صحيحاً، وإذا ثبت عدم دخول شهر رمضان، كان صيامه ليوم الشك تطوعاً. أما إذا لم يشك المكلف في دخول شهر رمضان، فإن صيامه ليوم الشك مكروه، وذلك لأنه لا داعي للصيام في هذا اليوم، وقد يكون فيه مفسدة، وهي التعود على صيام يوم الشك، ثم صيام يوم العيد، وهو يوم حرام صيامه. ولا يجوز للمرأة الحائض أو النفساء أن تصوم يوم الشك، وذلك لأن صيامها في هذا اليوم غير صحيح، ولا يجزئها عن صيام شهر رمضان. ويجوز للمريض أو المسافر أن يفطر في يوم الشك، وذلك لوجود عذر شرعي يبيح له الفطر، فالمريض له عذر المرض، والمسافر له عذر السفر.