الصيام من العبادات التي فرضها الله تعالى على المسلمين، وهو ركن من أركان الإسلام الخمسة، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على صيام التطوع، وبيّن فضله وأجره العظيم، لكن هل يجوز قطع صيام التطوع بالجماع؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.
تعريف صيام التطوع:
صيام التطوع هو الصيام الذي لا يجب على المسلم صيامه، ولكنه يصومه تطوعًا لله تعالى ونيلًا للأجر والثواب، ويجوز صيامه في أي وقت من السنة عدا الأيام التي يحرم فيها الصيام، كأيام العيدين وأيام التشريق.
أنواع صيام التطوع:
لتعرف على أنواعه يوجد أدناه:
صيام الاثنين والخميس: وهو صيام يومين في الأسبوع، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم هذين اليومين.
صيام ثلاثة أيام من كل شهر: وهو صيام ثلاثة أيام متتالية من كل شهر هجري، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من صام ثلاثة أيام من كل شهر، فهو صيام الدهر”.
صيام شهر شعبان: وهو صيام الشهر الذي يسبق شهر رمضان، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم هذا الشهر بكثرة.
صيام ستة أيام من شوال: وهو صيام ستة أيام متتالية بعد عيد الفطر، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من صام ستة أيام من شوال، كان كصيام الدهر”.
صيام يوم عرفة: وهو صيام اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنتين، سابقة ولاحقة”.
صيام يوم عاشوراء: وهو صيام اليوم العاشر من شهر محرم، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “صيام يوم عاشوراء يكفر ذنوب سنة”.
فضل صيام التطوع:
إن صيام التطوع له فضل عظيم وأجر كبير، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من تطوع يومًا في سبيل الله، باعد الله عنه جهنم سبعين خريفًا”.
كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الصيام تطوعًا عبادة، وما على الله بعباده من ظلم”.
شروط صيام التطوع:
يجب لصحة صيام التطوع توفر الشروط الآتية:
النية: وهي شرط لصحة جميع العبادات، ويجب أن تكون النية خالصة لله تعالى.
أن يكون المسلم قادرًا على الصيام: فلا يجوز الصيام على المريض والمسافر والصائم المكره.
أن يكون الصيام في وقت جائز: فلا يجوز الصيام في الأيام التي يحرم فيها الصيام، كأيام العيدين وأيام التشريق.
فوائد صيام التطوع:
لصيام التطوع فوائد صحية ونفسية كثيرة، ومن أهمها:
يساعد على تقوية جهاز المناعة، ويقي من الأمراض.
يساعد على إنقاص الوزن الزائد.
يساعد على تحسين مستوى الكوليسترول في الدم.
يساعد على خفض ضغط الدم.
يساعد على تحسين وظائف الكبد والكلى.
يساعد على تطهير الجسم من السموم.
يساعد على صفاء الذهن وتقوية التركيز.
يساعد على تنمية قوة الإرادة والتصميم.
حكم قطع صيام التطوع بالجماع:
اتفق الفقهاء على أن قطع صيام التطوع بالجماع جائز، لقوله تعالى: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تعتدوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون} [البقرة:187].
واستدلوا أيضًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من جامع أهله في رمضان عامدًا، فصيامه تالف”.
الحكمة من جواز قطع صيام التطوع بالجماع:
هناك العديد من الحكم من جواز قطع صيام التطوع بالجماع، ومنها:
مراعاة حاجة الإنسان إلى إشباع رغبته الجنسية.
الحفاظ على استقرار الأسرة والمجتمع.
درء المفاسد التي قد تترتب على حرمان الإنسان من إشباع رغبته الجنسية.
شروط جواز قطع صيام التطوع بالجماع:
يشترط لجواز قطع صيام التطوع بالجماع ما يلي:
أن يكون الجماع مباحًا، فلا يجوز قطع الصيام بالجماع المحرم، كالجماع مع الأجنبية أو في الدبر.
أن يكون الجماع برضا الطرفين.
ألا يؤدي الجماع إلى إضرار بالصحة.
كيفية قضاء صيام التطوع المقطوع بالجماع:
إذا قطع المسلم صيام التطوع بالجماع، فعليه أن يقضي يومًا مكانه، وذلك بأن يصوم أي يوم آخر من أيام السنة عدا الأيام التي يحرم فيها الصيام.
ويجوز للمسلم أن يقضي صيام التطوع المقطوع بالجماع في أي وقت من السنة، ولا يشترط أن يكون القضاء متتاليًا.
الخاتمة:
وفي النهاية، فإن صيام التطوع عبادة عظيمة لها فضل وأجر كبير، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على صيامه، لكن يجوز قطع صيام التطوع بالجماع بشرط أن يكون الجماع مباحًا وبرضا الطرفين وألا يؤدي إلى إضرار بالصحة، وعلى من قطع صيامه بالجماع أن يقضي يومًا مكانه.