هل يجوز قول الله يرحمه للمسيحي

هل يجوز قول الله يرحمه للمسيحي

هل يجوز قول الله يرحمه للمسيحي؟

مقدمة

الموت هو حقيقة لا مفر منها تواجه جميع الكائنات الحية، بغض النظر عن معتقداتها أو انتماءاتها الدينية. وعندما يموت شخص عزيز علينا، غالبًا ما نلجأ إلى قول عبارات التعزية والدعاء له بالرحمة والمغفرة. ولكن هل يجوز قول الله يرحمه للمسيحي؟ هذا السؤال أثار جدلاً واسعًا بين العلماء والفقهاء، وفي هذا المقال سوف نتناول هذا الموضوع بالتفصيل، ونحاول الإجابة عليه من منظور إسلامي.

أولاً: تعريف الرحمة

الرحمة لغةً تعني الرأفة والشفقة والعطف، أما اصطلاحًا فهي صفة من صفات الله تعالى، وهي من أوسع صفات الله وأشملها، وتتجلى في جميع مظاهر خلقه وتصرفه. والرحمة الإلهية تشمل جميع المخلوقات، بغض النظر عن معتقداتها أو انتماءاتها الدينية.

ثانيًا: حكم قول الله يرحمه للمسيحي

اختلف العلماء والفقهاء في حكم قول الله يرحمه للمسيحي، فذهب بعضهم إلى أنه جائز، بينما ذهب البعض الآخر إلى أنه غير جائز.

1. القول الأول: جواز قول الله يرحمه للمسيحي

استدل أصحاب هذا الرأي بقول الله تعالى: “وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَرُدُّوهَا أَوْ أَحْسَنُ مِنْهَا” (النساء: 86). وقالوا إن قول الله يرحمه للمسيحي يعد ردًا على تحيته، وهو من قبيل التحية الحسنة. كما استدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من مر بقبر مسلم، فقال: اللهم اغفر له، وارحمه، غفر الله له”. وقالوا إن هذا الحديث يدل على أنه يجوز الدعاء للمسلم الميت بالرحمة والمغفرة، فمن باب أولى يجوز الدعاء للمسيحي الميت بالرحمة والمغفرة.

2. القول الثاني: عدم جواز قول الله يرحمه للمسيحي

استدل أصحاب هذا الرأي بقول الله تعالى: “وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لَّا تَشْعُرُونَ” (البقرة: 154). وقالوا إن هذه الآية تدل على أن من مات في سبيل الله فهو حي عند الله، ولا يجوز الدعاء له بالرحمة والمغفرة. كما استدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا تدرون، لعل الله أن يوافق بينكم وبينهم”. وقالوا إن هذا الحديث يدل على أنه لا يجوز الدعاء على أحد بالموت أو بالرحمة والمغفرة، لأن ذلك قد يكون سببًا في نزول العذاب على الداعي.

ثالثًا: الراجح في المسألة

الراجح في المسألة هو أن قول الله يرحمه للمسيحي جائز، وذلك للأدلة التي ذكرناها في القول الأول. كما أن قول الله يرحمه للمسيحي لا يعد دعاءً له بالرحمة والمغفرة، ولكنه نوع من التعزية والمواساة لأهله وذويه.

رابعًا: آداب التعزية في الإسلام

يجب على المسلم أن يتبع آداب التعزية في الإسلام عند التعزية لأهل المتوفي، ومن هذه الآداب:

1. الإسراع في التعزية: يجب على المسلم أن يسارع في التعزية لأهل المتوفي، حتى يخفف عنهم مصابهم.

2. قول الكلمات الطيبة: يجب على المسلم أن يقول لأهل المتوفي الكلمات الطيبة، التي من شأنها أن تخفف عنهم مصابهم.

3. الدعاء للمت

أضف تعليق