هل يجوز قول جمعة مباركة لابن باز

هل يجوز قول جمعة مباركة لابن باز

المقدمة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ועל آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد وردت العديد من الأسئلة حول مشروعية قول “جمعة مباركة” وما إذا كان يجوز شرعًا أم لا، وفي هذا المقال سنتناول هذا الموضوع بالتفصيل، مستشهدين بأقوال أهل العلم من العلماء والمجتهدين.

هل يجوز قول جمعة مباركة لابن باز؟

ذهب الشيخ ابن باز – رحمه الله تعالى – إلى أنه لا يجوز قول “جمعة مباركة”، مستدلاً بما يلي:

أولاً: لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة الكرام ولا عن التابعين ولا عن أئمة السلف قول “جمعة مباركة”.

ثانيًا: أن لفظ “مباركة” لم يرد في كتاب الله أو في السنة النبوية إلا مقيدًا، كما في قوله تعالى: ﴿وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّ كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ إِنَّ اللَّهَ مَعَكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [فصلت: 52-53].

ثالثًا: أن قول “جمعة مباركة” يشابه قول أهل الكتاب الذين يقولون: “عيد مبارك”، والتشبه بأهل الكتاب مذموم شرعًا.

أقوال جمهور العلماء في قول “جمعة مباركة”

ذهب جمهور العلماء إلى أنه لا حرج في قول “جمعة مباركة”، مستدلين بما يلي:

أولاً: أن لفظ “مباركة” قد ورد في القرآن والسنة مقيدًا ومطلقًا، كما في قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا﴾ [مريم: 30-31].

ثانيًا: أن قول “جمعة مباركة” فيه دعاء إلى الله تعالى بأن يبارك في يوم الجمعة، والدعاء مستحب شرعًا.

ثالثًا: أن قول “جمعة مباركة” فيه تذكير للمسلمين بأهمية يوم الجمعة وفضله، وهذا أمر مشروع شرعًا.

الرد على أدلة من قال بكراهية قول “جمعة مباركة”

استدل من قال بكراهية قول “جمعة مباركة” بأدلة، وقد رد العلماء على هذه الأدلة بما يلي:

أولاً: أما الاستدلال بأن قول “جمعة مباركة” لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة ولا عن التابعين ولا عن أئمة السلف، فإن هذا الاستدلال مردود بأن كثيرًا من العبادات والأذكار لم ترد عنهم، ومع ذلك فهي مشروعة.

ثانيًا: أما الاستدلال بأن لفظ “مباركة” لم يرد في كتاب الله أو في السنة النبوية إلا مقيدًا، فإن هذا الاستدلال مردود بأن القاعدة الشرعية تقول: “المطلق يتناول المقيد”، ولذلك فإن قول “جمعة مباركة” يشمل جميع أنواع البركة التي يمكن أن تحصل في يوم الجمعة.

ثالثًا: وأما الاستدلال بأن قول “جمعة مباركة” يشابه قول أهل الكتاب الذين يقولون: “عيد مبارك”، والتشبه بأهل الكتاب مذموم شرعًا، فإن هذا الاستدلال مردود بأن التشبه بهم في أمور العبادة مذموم، أما التشبه بهم في أمور العادات ليس مذمومًا، وقول “جمعة مباركة” من أمور العادات.

الخاتمة

خلصنا مما سبق إلى أن قول “جمعة مباركة” لا حرج فيه شرعًا، بل هو مستحب لما فيه من الدعاء إلى الله تعالى بأن يبارك في يوم الجمعة، وتذكير للمسلمين بأهمية يوم الجمعة

أضف تعليق