هل يجوز قول رمضان كريم

هل يجوز قول رمضان كريم

**رمضان كريم: هل هو جائز أم بدعة؟**

**مقدمة**

رمضان شهر كريم مبارك عند المسلمين، وفيه يتقربون إلى الله بالعبادات المختلفة، ومنها الدعاء والتهنئة بقدوم الشهر الفضيل، وقد اختلف العلماء في جواز قول “رمضان كريم”، فمنهم من أجازه ومنهم من قال إنه بدعة، وفي هذا المقال سوف نتناول آراء العلماء في هذه المسألة بالتفصيل.

**أولاً: تعريف البدعة**

البدعة في اللغة هي الأمر المحدث الذي لم يكن في السابق، وفي الاصطلاح هي كل عبادة أو عمل ديني لم يرد شرعه في الكتاب أو السنة أو الإجماع، وقد قسم العلماء البدع إلى ثلاثة أقسام:

1. بدعة حسنة: وهي ما استحسنها العلماء وأقروها، مثل بناء المدارس والمساجد والمستشفيات.

2. بدعة سيئة: وهي ما استنكرها العلماء وأجمعوا على حرمتها، مثل شرب الخمر والزنا والسرقة.

3. بدعة مكروهة: وهي ما لم يجمع العلماء على تحريمه أو استحسانه، مثل الاحتفال بالموالد والأعياد الدينية، وقول “رمضان كريم”.

**ثانيًا: أقوال العلماء في جواز قول “رمضان كريم”**

اختلف العلماء في جواز قول “رمضان كريم” إلى ثلاثة أقوال:

1. القول الأول: جواز قول “رمضان كريم” مطلقًا، واستدل أصحاب هذا القول بأن هذه العبارة دعاء من المسلم لأخيه المسلم بأن يجعله الله من أهل الكرم في هذا الشهر الفضيل، والدعاء من العبادات المطلوبة في الإسلام، ولا دليل على تحريمه.

2. القول الثاني: تحريم قول “رمضان كريم” مطلقًا، واستدل أصحاب هذا القول بأن هذه العبارة بدعة لم يرد فيها نص قرآني أو حديث نبوي، وكل بدعة ضلالة، والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة”.

3. القول الثالث: التفصيل في حكم قول “رمضان كريم”، فإذا قيلت هذه العبارة على سبيل الدعاء والترحيب، فلا بأس بها، أما إذا قيلت على سبيل التهنئة بالشهر الفضيل، فهي بدعة مكروهة، واستدل أصحاب هذا القول بأن التهنئة بالشهر الفضيل من العادات التي لم تكن موجودة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهي من البدع المحدثة التي لم يرد فيها نص شرعي.

**ثالثًا: الأدلة على جواز قول “رمضان كريم”**

استدل أصحاب القول الأول الذي يجيز قول “رمضان كريم” على جوازها بالآيات والأحاديث التالية:

1. قال تعالى: “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”، واستدلوا بهذه الآية على أن التعاون على الخير والبر من الأمور المطلوبة في الإسلام، وقول “رمضان كريم” من صور التعاون على الخير والبر.

2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة”، واستدلوا بهذه الآية على أن الدعاء من العبادات المطلوبة في الإسلام، وقول “رمضان كريم” دعاء من المسلم لأخيه المسلم بأن يجعله الله من أهل الكرم في هذا الشهر الفضيل.

3. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة”، واستدلوا بهذه الآية على أن من سن سنة حسنة في الإسلام يكتب له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، وقول “رمضان كريم” من السنن الحسنة التي لم ترد فيها نصوص صريحة بالمنع.

**رابعًا: الأدلة على تحريم قول “رمضان كريم”**

استدل أصحاب القول الثاني الذي يحرم قول “رمضان كريم” على تحريمها بالآيات والأحاديث التالية:

1. قال تعالى: “ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب”، واستدلوا بهذه الآية على أنه لا يجوز وصف الشيء بأنه حلال أو حرام إلا إذا ورد فيه نص شرعي، ولم يرد نص شرعي يبيح قول “رمضان كريم”، وبالتالي فهي حرام.

2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة”، واستدلوا بهذه الآية على أن كل بدعة ضلالة، وقول “رمضان كريم” بدعة لم يرد فيها نص شرعي، وبالتالي فهي ضلالة.

3. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد”، واستدلوا بهذه الآية على أنه لا يجوز إحداث شيء في الدين لم يرد فيه نص شرعي، وقول “رمضان كريم” إحداث في الدين لم يرد فيه نص شرعي، وبالتالي فهي مردودة.

**خامسًا: حكم قول “رمضان كريم” عند جمهور العلماء**

جمهور العلماء على القول بأن قول “رمضان كريم” بدعة مكروهة، وذلك لأنها لم ترد في الكتاب أو السنة أو الإجماع، وهي من العادات التي دخلت على المسلمين في العصور المتأخرة، ولم تكن موجودة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“من أحدث في أمرنا هذا

أضف تعليق