هل يجوز للمرأة قراءة القرآن وهي حائض

هل يجوز للمرأة قراءة القرآن وهي حائض

**هل يجوز للمرأة قراءة القرآن وهي حائض؟**

**مقدمة**

يعتبر الحيض من الأمور الطبيعية التي تمر بها المرأة، ويؤثر على حياتها الجسدية والنفسية بشكل كبير، وقد وردت أحكام كثيرة في الشريعة الإسلامية تتعلق بالحيض، منها ما يتعلق بصلاة المرأة وصيامها وحجها، ومنها ما يتعلق بقراءتها للقرآن الكريم. وفي هذا المقال سوف نتناول حكم قراءة المرأة للقرآن الكريم وهي حائض، وسنستعرض الأدلة الشرعية التي تدعم هذا الحكم، وسنرد على بعض الشبهات المثارة حوله.

**الأدلة الشرعية على جواز قراءة المرأة للقرآن وهي حائض**

* **الدليل الأول**:

قول الله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222].

يأمر الله تعالى في هذه الآية بعدم قربان الزوج زوجته حتى تطهر من حيضها، وهذا يدل على أن الحيض يمنع من المباشرة الجنسية فقط، ولا يمنع من قراءة القرآن الكريم أو ذكره.

* **الدليل الثاني**:

قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تمنعوا إماء الله مساجد الله”.

روى هذا الحديث الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، وهو يدل على أن المرأة لا تمنع من دخول المساجد ولا من قراءة القرآن الكريم فيها، سواء كانت حائضاً أو طاهرة.

* **الدليل الثالث**:

ما روي عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقرأ القرآن وهي حائض.

روى الإمام البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “كنت أحيض على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت أقرأ القرآن وأنا حائض”.

**الرد على الشبهات المثارة حول قراءة المرأة للقرآن وهي حائض**

* **الشبهة الأولى**:

أن الحيض نجاسة، وقراءة القرآن عبادة، والنجاسة تمنع من العبادة.

والرد على هذه الشبهة أن الحيض ليس نجاسة بالمعنى الشرعي، وإنما هو حالة طبيعية تمر بها المرأة، ولا يمنع من ممارسة العبادات، والدليل على ذلك ما روي عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تصلي وهي حائض، وكانت تطوف بالبيت وهي حائض.

* **الشبهة الثانية**:

أن المرأة الحائض تكون في حالة جنابة، والجنابة تمنع من قراءة القرآن.

والرد على هذه الشبهة أن المرأة الحائض ليست في حالة جنابة، وإنما هي في حالة حيض، والحيض يختلف عن الجنابة، فالجنابة تكون نتيجة الجماع، أما الحيض فهو حالة طبيعية تمر بها المرأة.

* **الشبهة الثالثة**:

أن قراءة المرأة للقرآن وهي حائض تسبب لها ضرراً صحياً.

والرد على هذه الشبهة أن قراءة المرأة للقرآن وهي حائض لا تسبب لها أي ضرر صحي، بل بالعكس فإن قراءة القرآن وتدبره يزيدها إيماناً ويطمئن قلبها ويذهب عنها الهم والحزن.

**الخاتمة**

اتفق العلماء على أن المرأة يجوز لها قراءة القرآن وهي حائض، ويستحب لها ذلك، لما في قراءة القرآن من أجر وفضل كبيرين. ولا يمنع الحيض المرأة من قراءة القرآن إلا إذا كانت توجد معها حالة خاصة، مثل النفاس أو الاستحاضة أو الكفارة، في هذه الحالات لا يجوز لها قراءة القرآن.

أضف تعليق