هل يسمع الميت من يزوره؟
مقدمة:
يعتبر الموت من الأمور التي لا مفر منها في حياة الإنسان، ولكن الأمر الذي يثير الكثير من التساؤلات هو ما إذا كان الميت يسمع من يزوره أم لا، ويحضر معه الورود والهدايا ويتكلم معه أم لا، ومن هنا نطرح هذا السؤال الشائع لنتعرف على حقيقته من الناحية الدينية والعلمية.
هل يسمع الميت من يزوره؟
يجيب الشيخ محمد متولي الشعراوي مفسر القرآن الكريم على هذا السؤال فيقول: “نعم، يسمع الميت من يزوره، والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة فاطر: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}، وهذه الآية الكريمة تدل على أن الشهداء يسمعون ويرون من يزورهم، وأنهم أحياء عند ربهم يرزقون”.
ماذا يفعل الميت عندما يزوره أحد أقاربه أو أصدقائه؟
عندما يزور أحد أقارب الميت أو أصدقائه قبره، فإن الميت يشعر بذلك ويتعرف عليه، ويدعو له ويسلم عليه، ويستمع إلى كلامه، ويشعر بالحزن والأسى إذا كان الزائر يبكي عليه، ويشعر بالفرح والسرور إذا كان الزائر مبتهجًا.
هل يمكن للميت التحدث إلى من يزوره؟
لا يمكن للميت التحدث إلى من يزوره، ولكن يمكنه الدعاء له ويسلم عليه، وهذا ما أكده الشيخ الشعراوي في حديثه عن زيارة المقابر، حيث قال: “الميت لا يمكنه التحدث إلى من يزوره، ولكن يمكنه الدعاء له ويسلم عليه، وهذا ما ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا زرتم المقابر فأكثروا من الدعاء وسلِّموا على أهلها)”.
هل يستفيد الميت من زيارة الأقارب والأصدقاء؟
نعم، يستفيد الميت من زيارة الأقارب والأصدقاء، حيث أن زيارتهم له تذكره بالآخرة وتجعله يتأمل في الموت، وهذا ما يحث عليه الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه: (زوروا القبور فإنها تذكركم بالآخرة).
آداب زيارة المقابر:
هناك بعض الآداب التي يجب مراعاتها عند زيارة المقابر، ومن هذه الآداب:
السلام على أهل القبور.
الدعاء لهم والاستغفار لهم.
قراءة القرآن الكريم عليهم.
عدم الجلوس على القبور.
عدم الدوس على القبور.
عدم إلقاء القمامة على القبور.
الخاتمة:
ختامًا، فإن زيارة المقابر من الأمور التي حث عليها الدين الإسلامي، وهي من السنن التي كان يحرص عليها الرسول صلى الله عليه وسلم، وزيارة المقابر تذكر الإنسان بالآخرة وتجعله يتأمل في الموت، وتستفيد منها أرواح الموتى الذين يشعرون بزيارة أقاربهم وأصدقائهم لهم ويدعون لهم ويسلمون عليهم.