مقدمة
زيارة القبور من الأمور التي حث عليها الإسلام، فهي تذكر الموتى وتدعو لهم بالرحمة والمغفرة، كما أنها تذكر الأحياء بأخلاق الموتى وحسناتهم، وتدعوهم إلى الاتعاظ بهم.
وقد اختلف الفقهاء في حكم زيارة القبور يوم العيد، فذهب المالكية إلى كراهية زيارة القبور يوم العيد، لما ورد في ذلك من أحاديث.
حكم زيارة القبور يوم العيد عند المالكية
1. كراهة زيارة القبور يوم العيد:
ذهب المالكية إلى كراهة زيارة القبور يوم العيد، لما ورد في ذلك من أحاديث.
فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زيارة القبور يوم العيدين”.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج يوم العيد إلى المصلى، فلا يمر بقبر إلا وقف عليه وقال: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية”.
2. الحكمة من كراهة زيارة القبور يوم العيد:
الحكمة من كراهة زيارة القبور يوم العيد هي أن يوم العيد هو يوم فرح وسرور، ويوم عيد للمسلمين، فلا ينبغي أن يفسد هذا اليوم بزيارة القبور التي تثير الحزن والكآبة.
كذلك فإن يوم العيد هو يوم صلاة وعبادة، ويجب على المسلمين أن يفرغوا أنفسهم للعبادة فيه، ولا ينشغلوا بزيارة القبور.
كما أن زيارة القبور يوم العيد قد تؤدي إلى ترك صلاة العيد، وهي من أهم شعائر العيدين.
3. جواز زيارة القبور يوم العيد مع الكراهة:
يجوز للمسلم أن يزور القبور يوم العيد، ولكن مع الكراهة.
فإذا اضطر المسلم إلى زيارة القبور يوم العيد، فيجوز له ذلك، ولكن يجب عليه أن يسرع في زيارته، ولا يطيل المكوث عند القبور.
كما يجب عليه أن يتجنب البكاء والنياحة عند القبور، وأن يكثر من الدعاء للموتى والاستغفار لهم.
4. زيارة القبور قبل العيد وبعده:
يستحب للمسلم أن يزور القبور قبل العيد وبعده، لما في ذلك من فضل وثواب.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من زار قبر والديه أو أحدهما في كل جمعة، غفر له ذنوبه بين الجمعتين”.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إلى البقيع في كل جمعة، فيسلم على أهل القبور، ويدعو لهم”.
5. آداب زيارة القبور:
يجب على المسلم أن يتأدب عند زيارة القبور، وأن يراعي آداب الزيارة.
فمن آداب زيارة القبور أن يسلم على أهل القبور، وأن يدعو لهم بالمغفرة والرحمة.
كما يجب عليه أن يتجنب البكاء والنياحة عند القبور، وأن يكثر من الدعاء للموتى والاستغفار لهم.
6. ما يستحب فعله عند زيارة القبور:
يستحب للمسلم أن يتصدق عند زيارة القبور، وأن يقرأ القرآن الكريم ويدعو للموتى.
كما يستحب له أن يرش القبور بالماء، وأن ينظفها من الأوراق والأوساخ.
كما يستحب له أن يجلس عند القبور ويتأمل في الموت والآخرة، وأن يتعظ بموت من سبقه.
7. ما يكره فعله عند زيارة القبور:
يكره للمسلم أن يبكي وينوح عند القبور، وأن يلطم خدوده أو يشق جيوبه.
كما يكره له أن يزعج أهل القبور أو يضايقهم.
الخاتمة
زيارة القبور من الأمور التي حث عليها الإسلام، فهي تذكر الموتى وتدعو لهم بالرحمة والمغفرة، كما أنها تذكر الأحياء بأخلاق الموتى وحسناتهم، وتدعوهم إلى الاتعاظ بهم.
وقد اختلف الفقهاء في حكم زيارة القبور يوم العيد، فذهب المالكية إلى كراهية زيارة القبور يوم العيد، لما ورد في ذلك من أحاديث.
ويجوز للمسلم أن يزور القبور يوم العيد، ولكن مع الكراهة. ويستحب له أن يزور القبور قبل العيد وبعده، وأن يتأدب عند زيارة القبور، وأن يراعي آداب الزيارة.