هنيئا لك حفظ كتاب الله

هنيئا لك حفظ كتاب الله

هنيئًا لك حفظ كتاب الله

مقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد حفظ كتاب الله تعالى من أعظم العبادات وأشرفها وأجلّها، وهو أحد أهم أركان الإسلام، والركيزة الأساسية التي يقوم عليها، وقد حثّنا الله تعالى على حفظه وتلاوته والتدبر في معانيه، فقال سبحانه: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} [المزمل: 4]، وقال تعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24].

أولاً: فضل حفظ كتاب الله

1. حفظ كتاب الله تعالى يزيد من الحسنات ويرفع الدرجات في الجنة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرفًا، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف”.

2. حفظ كتاب الله تعالى يجعل صاحبه من أهل القرآن، ويكون في جوار الله تعالى يوم القيامة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من حافظ على عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من المسيح الدجال، ومن قرأ سورة الملك كل ليلة لم يمت حتى يرى الجنة، ومن قرأ سورة يس مرة في كل ليلة كتب له قراءة القرآن ثلاثين مرة”.

3. حفظ كتاب الله تعالى يمنح صاحبه الحكمة والفقه في الدين، ويجعله من أصحاب العقول الراجحة والآراء الصائبة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خيركم من تعلم القرآن وعلمه”.

ثانيًا: شروط حفظ كتاب الله

1. النية الصالحة: لابد أن يكون الحفظ بنية خالصة لله تعالى، وليس للمباهاة أو التفاخر أو طلب الدنيا.

2. الاستعانة بالله تعالى: لابد أن يستعين الحافظ بالله تعالى على حفظه، وأن يكثر من الدعاء بأن ييسر له الحفظ ويثبته في قلبه.

3. اختيار طريقة الحفظ المناسبة: هناك طرق عديدة لحفظ كتاب الله تعالى، ولكل طريقة مزاياها وعيوبها، على الحافظ أن يختار الطريقة التي تناسب قدراته وإمكانياته.

ثالثًا: آداب حفظ كتاب الله

1. الطهارة: لابد أن يكون الحافظ طاهرًا عند تلاوة القرآن الكريم وحفظه.

2. الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم: لابد أن يستعيذ الحافظ بالله تعالى من الشيطان الرجيم قبل البدء في الحفظ.

3. التلاوة الصحيحة: لابد أن يتلو الحافظ القرآن الكريم بطريقة صحيحة، مع مراعاة مخارج الحروف والوقف والابتداء.

رابعًا: فوائد حفظ كتاب الله

1. حفظ كتاب الله تعالى يزيد من إيمان الحافظ ويثبته على دينه.

2. حفظ كتاب الله تعالى يجعل الحافظ قدوة حسنة لأهله وأصدقائه وجيرانه.

3. حفظ كتاب الله تعالى يجعل الحافظ من الناصحين لأمته، ويدعوهم إلى الخير ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر.

خامسًا: أهمية حفظ كتاب الله

1. حفظ كتاب الله تعالى فرض عين على كل مسلم ومسلمة، لقوله تعالى: {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ} [العنكبوت: 48].

2. حفظ كتاب الله تعالى يقي صاحبه من الضلال والفتنة، ويجعله على بصيرة من أمر دينه.

3. حفظ كتاب الله تعالى يمنح صاحبه السعادة والطمأنينة في الدنيا والآخرة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن وهو يتعاهده وهو عليه شاق له أجره مرتين”.

سادسًا: طرق حفظ كتاب الله

1. طريقة الحفظ بالتكرار: وهذه الطريقة تعتمد على تكرار الآيات والسور بصورة مستمرة حتى يحفظها الحافظ عن ظهر قلب.

2. طريقة الحفظ بالكتابة: وهذه الطريقة تعتمد على كتابة الآيات والسور على ورقة أو لوح ثم تكرارها حتى يحفظها الحافظ.

3. طريقة الحفظ بالسماع: وهذه الطريقة تعتمد على الاستماع إلى تلاوة القرآن الكريم بصوت شيخ أو قارئ بارع ثم تكرارها حتى يحفظها الحافظ.

خاتمة

وفي الختام، فإن حفظ كتاب الله تعالى من أعظم العبادات وأشرفها وأجلّها، وهو أحد أهم أركان الإسلام، والركيزة الأساسية التي يقوم عليها، وقد حثّنا الله تعالى على حفظه وتلاوته والتدبر في معانيه، ولحفظ كتاب الله تعالى فضل كبير وثواب عظيم، وهو يمنح صاحبه الحكمة والفقه في الدين، ويجعله من أصحاب العقول الراجحة والآراء الصائبة، ويزيد من الحسنات ويرفع الدرجات في الجنة، ويجعل صاحبه من أهل القرآن، ويكون في جوار الله تعالى يوم القيامة، ولحفظ كتاب الله تعالى شروط وآداب وطرق عديدة، والمسلم مطالب بحفظه وتلاوته والتدبر في معانيه، قال تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [القمر: 17].

أضف تعليق