وتوكَّل على العزيز الرحيم
مقدمة:
في خضم الحياة ومتغيراتها وتقلباتها، يبحث المؤمن عن ملاذ آمن يلوذ به وعن سند قوي يتكئ عليه في كل حين، ففي خضم هذه الحياة الصاخبة، والتي ينتابها القلق والتوتر والضغوطات النفسية، يرى الإنسان أن التوكّل على الله عز وجل هو السبيل الوحيد للنجاة والخلاص، والتوكّل هو الإيمان الجازم بقدرة الله تعالى على تدبير الأمور وتوجيهها نحو الأفضل، والثقة به في كل ما يواجه الإنسان من هموم ومشكلات.
1. معنى التوكّل على الله:
التوكّل على الله هو تفويض الأمر إليه والاستعانة به في جميع الشؤون الدنيوية والدينية، والتسليم لقضائه وقدره، واليقين بأن الله تعالى هو المتصرف الوحيد في الكون، وهو القادر على تغيير الأقدار وتسيير الأمور نحو الأفضل.
2. فضل التوكّل على الله:
إن التوكّل على الله تعالى من أعظم العبادات وأجلّها، فقد وعد الله المتوكّلين عليه بالتوفيق والسداد، والفوز بالجنة والرضوان، قال تعالى: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3].
3. شروط التوكّل على الله:
إن التوكّل على الله تعالى لا يكون كاملاً إلا إذا توافرت فيه الشروط الآتية:
الإيمان الكامل بالله تعالى وبأسمائه وصفاته.
اليقين بأن الله تعالى هو المتصرف الوحيد في الكون.
إخلاص النية لله تعالى في جميع الأعمال والعبادات.
الاستعانة بالله تعالى في جميع الأمور الدنيوية والدينية.
الرضا بقضاء الله تعالى وقدره.
4. ثمرات التوكّل على الله:
إن التوكّل على الله تعالى يثمر ثماراً عظيمة في حياة الإنسان، منها:
الراحة النفسية والطمأنينة والقلب السليم.
التخلص من القلق والتوتر والضغوطات النفسية.
الشعور بالقوة والعزيمة والثقة بالنفس.
الفوز بالتوفيق والسداد في جميع الأعمال والعبادات.
نيل رضا الله تعالى والفوز بالجنة والرضوان.
5. قصص من القرآن عن التوكّل على الله:
تتضمن آيات القرآن الكريم العديد من القصص التي تبين فضل التوكّل على الله تعالى، ومنها:
قصة نبي الله إبراهيم عليه السلام وإلقائه في النار.
قصة نبي الله موسى عليه السلام وعبوره البحر الأحمر.
قصة نبي الله يوسف عليه السلام وتوليه منصب العزيز في مصر.
6. أقوال العلماء في التوكّل على الله:
قال الإمام ابن القيّم رحمه الله: “التوكّل على الله هو الرضا بقضائه، والتفويض إليه في جميع الأمور، والثقة به في كل ما يواجه الإنسان من هموم ومشكلات”.
وقال الإمام ابن تيمية رحمه الله: “التوكّل على الله هو اليقين بأن الله تعالى هو المتصرف الوحيد في الكون، وأن الأمور كلها بيده، وأنه هو القادر على تغيير الأقدار وتسيير الأمور نحو الأفضل”.
7. التوكّل على الله في عصرنا الحالي:
إن التوكّل على الله تعالى في عصرنا الحالي أهم من أي وقت مضى، ففي ظل التحديات والمصاعب التي تواجه الإنسان المعاصر، يحتاج إلى التوكّل على الله تعالى أكثر من أي وقت مضى، حتى يستطيع مواجهة هذه التحديات والمصاعب والتغلب عليها.
الخاتمة:
إن التوكّل على الله تعالى هو من أعظم العبادات وأجلّها، وهو السبيل الوحيد للنجاة والخلاص في هذه الحياة الصاخبة والمليئة بالضغوطات والتحديات، فمن توكّل على الله تعالى فقد استعان بأقوى سند وأعظم قوة، ومن فوّض أمره إلى الله تعالى فقد فوّضه إلى أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.