وجوهن عليها غبره

وجوهن عليها غبره

## وجوههم عليها غبرة ##

***مقدمة***:

وجوههم عليها غبره، عبارة وردت في القرآن الكريم لوصف المؤمنين الذين يصومون ويصلون ويقومون الليل، وهي إشارة إلى أنهم قد بذلوا جهدهم في العبادة، وأنهم قد تعبوا في سبيل الله، وأنهم قد اجتهدوا في طاعته، وأنهم قد نالوا رضاه، وأنهم قد فازوا برحمته، وأنهم قد دخلوا جنته، وأنهم قد حصلوا على سعادتهم الأبدية.

### **1. سبب غبرة الوجوه:**

1. الاجتهاد في العبادة: إن المؤمنين يجتهدون في العبادة، ويقضون لياليهم في الصلاة والذكر والدعاء، ويصومون النهار ويصبرون على الجوع والعطش، ويؤدون الحج والعمرة، ويخرجون الزكاة، ويفعلون كل ما أمرهم الله به، وينهون عن كل ما نهاهم عنه، وهذا الاجتهاد في العبادة يترك أثره على وجوههم، فيجعلها غبراء.

2. الخشوع في الصلاة: إن المؤمنين يخشعون في صلاتهم، ويقفون بين يدي الله تعالى في خشوع وإجلال، ويستحضرون عظمته وجلاله، ويضعون جباههم على الأرض في تواضع وخضوع، وهذا الخشوع في الصلاة يترك أثره على وجوههم، فيجعلها غبراء.

3. البكاء من خشية الله: إن المؤمنين يبكون من خشية الله، ويخشون عذابه، ويستغفرونه من ذنوبهم، ويتوبون إليه من معاصيهم، وهذا البكاء من خشية الله يترك أثره على وجوههم، فيجعلها غبراء.

### **2. فوائد غبرة الوجوه:**

1. غبرة الوجوه علامة على الإيمان: إن غبرة الوجوه هي علامة على الإيمان، وعلى أن صاحبها مؤمن بالله وبرسوله وبكتابه وبجميع أركان الإيمان، وأن صاحبها ملتزم بأوامر الله ونواهيه، وأنه يسعى إلى رضاه وفوزه برحمته ودخوله جنته.

2. غبرة الوجوه علامة على التقوى: إن غبرة الوجوه هي علامة على التقوى، وعلى أن صاحبها يتقي الله ويخشاه، وأنه يراقبه في السر والعلن، وأنه يفعل ما أمره الله به، وينتهي عما نهاه عنه، وأنه يسعى إلى نجاة نفسه من عذاب الله وفوزه برحمته ودخوله جنته.

3. غبرة الوجوه علامة على الصلاح: إن غبرة الوجوه هي علامة على صلاح صاحبها، وعلى أنه صالح في نفسه وفي عمله وفي قوله، وأنه متمسك بالأخلاق الحميدة، وأنه بعيد عن الأخلاق السيئة، وأنه يسعى إلى إصلاح نفسه وإصلاح غيره، وإلى نشر الخير والبر والإحسان في المجتمع.

### **3. كيفية الحصول على غبرة الوجوه:**

1. الاجتهاد في العبادة: إن الاجتهاد في العبادة هو السبيل إلى الحصول على غبرة الوجوه، وذلك بأن يصلي المؤمن الفرائض والسنن والنوافل، وأن يصوم الفرائض والنوافل، وأن يخرج الزكاة، وأن يحج ويعتمر، وأن يفعل كل ما أمره الله به، وينتهي عما نهاه عنه.

2. الخشوع في الصلاة: إن الخشوع في الصلاة هو السبيل إلى الحصول على غبرة الوجوه، وذلك بأن يقف المؤمن بين يدي الله تعالى في خشوع وإجلال، ويستحضر عظمته وجلاله، ويضع جبهته على الأرض في تواضع وخضوع.

3. البكاء من خشية الله: إن البكاء من خشية الله هو السبيل إلى الحصول على غبرة الوجوه، وذلك بأن يخشى المؤمن عذاب الله، ويستغفره من ذنوبه، ويتوب إليه من معاصيه، ويستشعر عظمته وجلاله.

### **4. فضل غبرة الوجوه:**

1. غبرة الوجوه سبب لدخول الجنة: إن غبرة الوجوه سبب لدخول الجنة، وذلك لأنها علامة على الإيمان والتقوى والصلاح، وأن صاحبها قد بذل جهده في العبادة، وأن الله تعالى قد رضي عنه ورضي عن عمله، وأن الله تعالى قد وعده بدخول الجنة.

2. غبرة الوجوه سبب لرضا الله تعالى: إن غبرة الوجوه سبب لرضا الله تعالى، وذلك لأنها علامة على أن صاحبها قد اجتهد في العبادة، وأن الله تعالى قد رضي عنه ورضي عن عمله، وأن الله تعالى قد وعده برحمته ودخوله جنته.

3. غبرة الوجوه سبب لشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم: إن غبرة الوجوه سبب لشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك لأنها علامة على الإيمان والتقوى والصلاح، وأن صاحبها قد بذل جهده في العبادة، وأن الله تعالى قد رضي عنه ورضي عن عمله، وأن الله تعالى قد وعده برحمته ودخوله جنته.

### **5. الحث على غبرة الوجوه:**

1. حث القرآن الكريم على غبرة الوجوه: إن القرآن الكريم يحث على غبرة الوجوه، وذلك في قوله تعالى: ” وجوه يومئذ خاشعة * عاملة ناصبة * نصبت في الحياة الدنيا * لها غبرة ترهقها * إنها كانت في أهلها مسرورة ” (النازعات: 8-11).

2. حث الرسول صلى الله عليه وسلم على غبرة الوجوه: إن الرسول صلى الله عليه وسلم يحث على غبرة الوجوه، وذلك في قوله: ” من كانت له غبرة في سبيل الله كُتِب شهيدًا ” (رواه أحمد).

3. حث الصحابة والتابعين على غبرة الوجوه: إن الصحابة والتابعين كانوا يحرصون على غبرة الوجوه، وكانوا يرون أن غبرة الوجوه من علامات الإيمان والتقوى والصلاح، وأنها سبب لدخول الجنة ورضا الله تعالى وشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم.

### **6. نماذج من غبرة الوجوه:**

1. غبرة وجوه الصحابة: كان الصحابة رضوان الله عليهم يجتهدون في العبادة، ويخشعون في الصلاة، ويبكون من خشية الله، وكانت وجوههم غبراء، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحبهم ويقدرهم، وكان يرى أن غبرة وجوههم علامة على إيمانهم وتقواهم وصلاحهم.

2. غبرة وجوه التابعين: كان التابعون رحمهم الله يجتهدون في العبادة، ويخشعون في الصلاة، ويبكون من خشية الله، وكانت وجوههم غبراء، وكان العلماء والفقهاء والصالحون يقدرونهم ويحترمونهم، وكانوا يرون أن غبرة وجوههم علامة على إيمانهم وتقواهم وصلاحهم.

3. غبرة وجوه العلماء والصالحين: كان العلماء والصالحون رحمهم الله يجتهدون في العبادة، ويخشعون في الصلاة، ويبكون من خشية الله، وكانت وجوههم غبراء، وكان الناس يحبونهم ويقدرونهم، وكانوا يرون أن غبرة وجوههم علامة على إيمانهم وتقواهم وصلاحهم.

### **7. خاتمة:**

وفي الختام، فإن غبرة الوجوه هي علامة على الإيمان والتقوى والصلاح، وأن صاحبها قد بذل جهده في العبادة، وأن الله تعالى قد رضي عنه ورضي عن عمله، وأن الله تعالى قد وعده برحمته ودخوله جنته، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد وعده بشفاعته.

أضف تعليق