وعزه استغناؤه عن الناس

وعزه استغناؤه عن الناس

المقدمة

العزة من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المسلم، وهي ضد الذلة والمهانة، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: “ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين”، والعزة الحقيقية هي الاستغناء عن الناس، وعدم التذلل لهم، وعدم طلب الحاجة منهم، فمن كان غنياً عن الناس كان عزيزاً، ومن كان محتاجاً إليهم كان ذليلاً.

1. الاستغناء عن الناس في المال

أولى مراتب العزة هي الاستغناء عن الناس في المال، فمن كان غنياً عن الناس في ماله، لم يحتج إليهم، ولم يتذلل لهم، ولم يسألهم شيئاً، بل كان هو المعطي لا الآخذ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “نعم المال الصالح للرجل الصالح”، وقال أيضاً: “الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله”، فمن سعى واجتهد وكسب المال الحلال، فهو غني عن الناس، وعزيز عليهم.

2. الاستغناء عن الناس في العلم

ثاني مراتب العزة هي الاستغناء عن الناس في العلم، فمن كان عالماً غنياً عن الناس في علمه، لم يحتج إليهم، ولم يتذلل لهم، ولم يسألهم شيئاً، بل كان هو المعلم لا المتعلم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من تعلم علماً، نفع الله به الناس، كان في درجة الشهداء”، وقال أيضاً: “من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهّل الله له طريقاً إلى الجنة”، فمن طلب العلم واجتهد فيه، فهو غني عن الناس، وعزيز عليهم.

3. الاستغناء عن الناس في القوة

ثالث مراتب العزة هي الاستغناء عن الناس في القوة، فمن كان قوياً غنياً عن الناس في قوته، لم يحتج إليهم، ولم يتذلل لهم، ولم يسألهم شيئاً، بل كان هو الحامي لا المحمي، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف”، وقال أيضاً: “ما من مسلم يموت في سبيل الله، إلا كان يوم القيامة في جوار الله، وأكرم عليه من الشهداء بدرجات”، فمن كان قوياً في بدنه، أو قوياً في إيمانه، فهو غني عن الناس، وعزيز عليهم.

4. الاستغناء عن الناس في الجاه

رابع مراتب العزة هي الاستغناء عن الناس في الجاه، فمن كان ذا جاه غنياً عن الناس في جاهه، لم يحتج إليهم، ولم يتذلل لهم، ولم يسألهم شيئاً، بل كان هو المتصدر لا المتأخر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من تواضع لله، رفعه الله”، وقال أيضاً: “من تطاول على الناس، وضعه الله”، فمن كان ذا جاه، ولم يتكبر على الناس، ولم يتجبر عليهم، فهو غني عن الناس، وعزيز عليهم.

5. الاستغناء عن الناس في العون

خامس مراتب العزة هي الاستغناء عن الناس في العون، فمن كان غنياً عن الناس في عونهم، لم يحتج إليهم، ولم يتذلل لهم، ولم يسألهم شيئاً، بل كان هو المعين لا المستعين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه”، وقال أيضاً: “من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة”، فمن كان غنياً عن الناس في عونهم، فهو غني عن الناس، وعزيز عليهم.

6. الاستغناء عن الناس في النصيحة

سادس مراتب العزة هي الاستغناء عن الناس في النصيحة، فمن كان غنياً عن الناس في نصائحهم، لم يحتج إليهم، ولم يتذلل لهم، ولم يسألهم شيئاً، بل كان هو الناصح لا المنصوح، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدين النصيحة”، وقال أيضاً: “من نصح أخاه في السر، فقد نصحه”، فمن كان ناصحاً لأخيه، ولم يتذلل له، ولم يتكبر عليه، فهو غني عن الناس، وعزيز عليهم.

7. الاستغناء عن الناس في الحب

سابع مراتب العزة هي الاستغناء عن الناس في الحب، فمن كان غنياً عن الناس في حبهم، لم يحتج إليهم، ولم يتذلل لهم، ولم يسألهم شيئاً، بل كان هو المحب لا المحبوب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”، وقال أيضاً: “المؤمنون تتكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم”، فمن كان محباً لأخيه، ولم يتذلل له، ولم يتكبر عليه، فهو غني عن الناس، وعزيز عليهم.

الخاتمة

العزة الحقيقية هي الاستغناء عن الناس، وعدم التذلل لهم، وعدم طلب الحاجة منهم، فمن كان غنياً عن الناس كان عزيزاً، ومن كان محتاجاً إليهم كان ذليلاً. وقد قال الشاعر:

ومن يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام

أضف تعليق