لا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك: كناية عن البخل والشح
مقدمة:
البخل هو رذيلة من الرذائل الأخلاقية التي تعني عدم الإنفاق من المال إلا في أضيق الحدود، مع القدرة على الإنفاق. والشحيح هو الذي لا ينفق ماله إلا في حالات نادرة. والشح أشد من البخل، وهو جمع المال وعدم إنفاقه إلا على النفس. وقد ورد في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف ذم البخل والشح، والتحذير منهما. ومن ذلك قول الله تعالى: “ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك”، وقوله تعالى: “وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه”، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب المنفق السخي”.
1. أسباب البخل والشح:
هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى البخل والشح، منها:
الجشع: وهو حب المال والرغبة في امتلاكه بكميات كبيرة.
الخوف من الفقر: وهو الخوف من المستقبل وعدم القدرة على توفير المال اللازم للعيش الكريم.
الطمع: وهو الرغبة في الحصول على المزيد من المال، حتى لو كان ذلك على حساب الآخرين.
الحسد: وهو الرغبة في امتلاك ما يمتلكه الآخرون، حتى لو كان ذلك على حسابهم.
الكبرياء: وهو الاعتقاد بأن المال هو مقياس القيمة الاجتماعية، وأن البخل هو دليل على القوة والهيمنة.
2. آثار البخل والشح:
البخل والشح لهما آثار سلبية كثيرة على الفرد والمجتمع، منها:
الشعور بالوحدة والعزلة: حيث أن البخيل لا يحب أن ينفق المال على الآخرين، مما يؤدي إلى ابتعاد الناس عنه.
الشعور بالقلق والتوتر: حيث أن البخيل دائمًا قلق بشأن المال، ويخشى أن ينفقه، مما يؤدي إلى شعوره بالتوتر والقلق.
الشعور بالندم: حيث أن البخيل غالبًا ما يندم على عدم إنفاقه للمال على الآخرين، أو على نفسه.
التسبب في المشاكل الاجتماعية: حيث أن البخل والشح قد يؤديان إلى سرقة أو الاحتيال، كما أنه قد يؤدي إلى انهيار العلاقات الاجتماعية.
3. علاج البخل والشح:
هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها علاج البخل والشح، منها:
تربية الأبناء على الكرم والجود: حيث أن تربية الأبناء على الكرم والجود تساعدهم على التخلص من البخل والشح في المستقبل.
تعليم الناس أهمية الإنفاق: حيث أن تعليم الناس أهمية الإنفاق يساعدهم على التخلص من الخوف من الفقر، وبالتالي التخلص من البخل والشح.
غرس حب الخير في قلوب الناس: حيث أن غرس حب الخير في قلوب الناس يساعدهم على التخلص من الجشع والطمع، وبالتالي التخلص من البخل والشح.
محاربة الكبرياء: حيث أن محاربة الكبرياء تساعد الناس على التخلص من الاعتقاد بأن المال هو مقياس القيمة الاجتماعية، وبالتالي التخلص من البخل والشح.
4. فضل الإنفاق في سبيل الله:
الإنفاق في سبيل الله من أعظم الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وللإنفاق في سبيل الله فضائل كثيرة، منها:
– تكفير السيئات ومضاعفة الحسنات: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما نقص مال من صدقة”، وقال تعالى: “الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرًا وعلانًا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون”.
– فتح أبواب الرزق: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تصدق بصدقة من كسب طيب – ولا يقبل الله إلا طيبًا – فإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله، حتى تكون مثل الجبل”.
– دخول الجنة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى قال: يا ابن آدم أنفق أنفق عليك”.
5. الإنفاق في سبيل الله بالمال:
هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها الإنفاق في سبيل الله بالمال، منها:
إخراج الزكاة: الزكاة هي حق واجب في أموال المسلمين، وهي ركن من أركان الإسلام، ويجب إخراجها كل عام.
الإنفاق على الفقراء والمساكين: الإنفاق على الفقراء والمساكين من أعظم الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خير الناس أنفعهم للناس”.
بناء المساجد والمدارس والمستشفيات: بناء المساجد والمدارس والمستشفيات من الأعمال التي ينتفع بها الناس، وهي من أفضل أنواع الإنفاق في سبيل الله.
دعم الجمعيات الخيرية: دعم الجمعيات الخيرية من الأعمال التي ينتفع بها الناس، وهي من أفضل أنواع الإنفاق في سبيل الله.
6. الإنفاق في سبيل الله بالنفس:
بالإضافة إلى الإنفاق في سبيل الله بالمال، فإن هناك أيضًا طرقًا أخرى للإنفاق في سبيل الله بالنفس، منها:
الجهاد في سبيل الله: الجهاد في سبيل الله من أعظم الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله”.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الفرائض التي يجب على كل مسلم أداؤها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان”.
الدعوة إلى الله تعالى: الدعوة إلى الله تعالى من أعظم الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بلغوا عني ولو آية”.
7. الإنفاق في سبيل الله بالعلم:
بالإضافة إلى الإنفاق في سبيل الله بالمال والنفس، فإن هناك أيضًا طرقًا أخرى للإنفاق في سبيل الله بالعلم، منها:
تعليم الناس العلوم الشرعية: تعليم الناس العلوم الشرعية من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خيركم من تعلم القرآن وعلمه”.
تعليم الناس العلوم الدنيوية: تعليم الناس العلوم الدنيوية من الأعمال التي ينتفع بها الناس، وهي من أفضل أنواع الإنفاق في سبيل الله.
كتابة الكتب والمقالات والبحوث العلمية: كتابة الكتب والمقالات والبحوث العلمية من الأعمال التي ينتفع بها الناس، وهي من أفضل أنواع الإنفاق في سبيل الله.
إلقاء المحاضرات والندوات والدورات العلمية: إلقاء المحاضرات والندوات والدورات العلمية من الأعمال التي ينتفع بها الناس، وهي من أفضل أنواع الإنفاق في سبيل الله.
خاتمة:
البخل والشح من الرذائل الأخلاقية التي لها آثار سلبية كثيرة على الفرد والمجتمع. وهناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها علاج البخل والشح، منها تربية الأبناء على الكرم والجود، وتعليم الناس أهمية الإنفاق، وغرس حب الخير في قلوب الناس، ومحاربة الكبرياء. والإنفاق في سبيل الله من أعظم الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وللإنفاق في سبيل الله فضائل كثيرة، منها تكفير السيئات ومضاعفة الحسنات، وفتح أبواب الرزق، ودخول الجنة. وهناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها الإنفاق في سبيل الله، منها الإنفاق بالمال، والإنفاق بالنفس، والإنفاق بالعلم.