ومن اعرض عن ذكري فان له

ومن اعرض عن ذكري فان له

المقدمة:

الحياة الدنيا دار ابتلاء واختبار، وهي مرحلة قصيرة ومحدودة مقارنة بالآخرة التي لا تنتهي، وقد خلق الله تعالى الإنسان وجعله خليفة في الأرض ليعمره ويستخلفه فيه، وجعل له فيها متاعًا إلى حين، ثم يبعثه بعد ذلك للحساب والجزاء يوم القيامة.

ومن أجل ذلك، أنزل الله تعالى الرسل والأنبياء عليهم السلام لهداية الناس ودعوتهم إلى توحيده وعبادته وحده لا شريك له، وأنذرهم من عقابه وعذابه يوم القيامة، وبشرهم بثوابه وجنته.

ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكًا:

1. معنى الآية:

قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ﴾ [طه: 124].

والمقصود بـ”الذكر” في الآية هو القرآن الكريم، أو ما أنزل الله تعالى على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من الوحي والهدى والبينات.

والمقصود بـ”الإعراض عن الذكر” هو عدم الاهتمام به وعدم العمل به، والإعراض عن أوامره ونواهيه، وترك تلاوته وتدبره والعمل به.

2. حكم الإعراض عن ذكر الله تعالى:

الإعراض عن ذكر الله تعالى من أعظم الذنوب، وهو سبب لشقاء الإنسان في الدنيا والآخرة.

وفي الدنيا، يعيش الإنسان الذي يعرض عن ذكر الله تعالى حياة ضنكًا، وهي حياة صعبة ومليئة بالمشقة والتعب والكد والتعب.

أما في الآخرة، فيحشر يوم القيامة أعمى، أي لا يبصر بسبب عمله السيئ، ويدخل النار مع الكافرين والمجرمين.

3. أسباب الإعراض عن ذكر الله تعالى:

هناك أسباب كثيرة للإعراض عن ذكر الله تعالى، منها:

– حب الدنيا والانشغال بها عن الآخرة.

– اتباع الشهوات والملذات.

– ضعف الإيمان واليقين.

– سوء الصحبة.

– قلة العلم الشرعي.

وسنجعل في أعناق الذين كفروا أغلالًا:

1. معنى الآية:

قال تعالى: ﴿وَسَنَجْعَلُ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا أَغْلاَلًا فَهُمْ يُغَلُّونَ فِيهَا وَسُوقُهُمْ إِلَى الْحَمِيمِ ثُمَّ يُصْلونَ فِي النَّارِ﴾ [غافر: 71].

والمقصود بـ”الأغلال” في الآية هي القيود والحديد الذي يوضع في الرقاب.

والمقصود بـ”الكافرين” هم الذين كفروا بالله تعالى وبرسله وكتبه، ولم يؤمنوا باليوم الآخر.

والمقصود بـ”الحميم” هو الماء الحار الذي يغلي على النار.

2. عذاب الكافرين في الدنيا والآخرة:

في الدنيا، يعيش الكافرون حياة ذليلة مهينة، ويذوقون أنواعًا من العذاب بسبب كفرهم وعنادهم.

أما في الآخرة، فيحشرون يوم القيامة مكبلين بالأغلال، ويُساقون إلى النار، ثم يُصلون فيها، أي يحرقون ويتعذبون فيها إلى الأبد.

3. أسباب كفر الناس:

هناك أسباب كثيرة لكفر الناس، منها:

– الجهل بالله تعالى وصفاته وأسمائه الحسنى.

– اتباع الشهوات والملذات.

– حب الدنيا والانشغال بها عن الآخرة.

– سوء الصحبة.

– قلة العلم الشرعي.

ولن يستجيبوا لك ولا يسمعون قولك:

1. معنى الآية:

قال تعالى: ﴿وَلَنْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ وَلَا يَسْمَعُونَ قَوْلَكَ إِنَّهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ خَوْضٍ﴾ [فصلت: 44].

والمقصود بـ”لن يستجيبوا لك” هو أنهم لن يطيعوك ولن يعملوا بما تدعوهم إليه من الحق والهدى.

والمقصود بـ”لن يسمعوا قولك” هو أنهم لن يصغوا إلى كلامك ولن يستمعوا إلى نصائحك وإرشاداتك.

والمقصود بـ”الغمرة” هو الشيء الذي يغمر الإنسان ويلهيه عن كل شيء آخر.

2. حالة الكافرين الذين لا يستجيبون لدعوة الحق:

يكون الكافرون الذين لا يستجيبون لدعوة الحق في حالة من الغفلة واللهو واللعب، ويكونون منكبين على الدنيا ومتاعها، ولا يلتفتون إلى الآخرة ومصيرهم بعد الموت.

ويكونون أيضًا في حالة من التكبر والغرور، فلا يقبلون النصيحة ولا يستمعون إلى المواعظ والآيات، بل يجادلون في الآيات ويتكبرون عليها.

3. أسباب عدم استجابة الكافرين لدعوة الحق:

هناك أسباب كثيرة لعدم استجابة الكافرين لدعوة الحق، منها:

– حب الدنيا والانشغال بها عن الآخرة.

– اتباع الشهوات والملذات.

– ضعف الإيمان واليقين.

– سوء الصحبة.

– قلة العلم الشرعي.

وإن تدعوهم إلى الهدى لا يهتدوا أبدًا:

1. معنى الآية:

قال تعالى: ﴿وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ لَنْ يَهْتَدُوا أَبَدًا﴾ [الأنعام: 36].

والمقصود بـ”الهُدَى” في الآية هو الطريق المستقيم والصحيح الذي يوصل الإنسان إلى الله تعالى ورضاه.

والمقصود بـ”لن يهتدوا أبدًا” هو أنهم لن يجدوا الطريق الصحيح إلى الله تعالى مهما حاولوا

أضف تعليق