ومن يعمل من الصالحات

ومن يعمل من الصالحات

مقدمة

يحثنا القرآن الكريم على العمل الصالح ويبشّرنا بثوابه العظيم، ويحذرنا من التقصير فيه وينذرنا بعقابه الأليم، وقد وردت العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في فضل العمل الصالح وحث المسلمين عليه، ومنها قوله تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى} [النجم: 39-41]، وقوله تعالى: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 1-3]، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم”.

1- مفهوم العمل الصالح

العمل الصالح هو كل عمل يرضي الله تعالى وينفع الناس، سواء كان عبادة أو معاملة، وقد قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97]، وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على العمل الصالح بقوله: “خير الناس أنفعهم للناس”.

2- أنواع الأعمال الصالحة

هناك العديد من أنواع الأعمال الصالحة التي يمكن للمسلم أن يقوم بها، ومنها:

العبادات: مثل الصلاة والصيام والزكاة والحج والعمرة والذكر والدعاء وقراءة القرآن الكريم.

المعاملات: مثل الصدق والأمانة والوفاء بالعهد وإبرار القسم والعدل والإحسان إلى الآخرين وصلة الرحم وإكرام الضيف وإغاثة الملهوف.

الأخلاق: مثل الحياء والصدق والأمانة والعدل والرحمة والبر والصلة والتواضع.

3- فضل العمل الصالح

للعمل الصالح فضل عظيم في الدنيا والآخرة، ومن فضائله في الدنيا:

أنه يرفع درجات المسلم عند الله تعالى.

أنه يجعل المسلم محبوبًا من الله تعالى ومن الناس.

أنه ييسر للمسلم أمور حياته.

أنه يبعد المسلم عن الشرور والفتن.

أنه ينير وجه المسلم ويجعله مشرقًا.

4- شروط قبول العمل الصالح

لكي يقبل الله تعالى العمل الصالح لابد أن تتوافر فيه عدد من الشروط، ومن هذه الشروط:

أن يكون العمل الصالح خالصًا لوجه الله تعالى.

أن يكون العمل الصالح موافقًا لشرع الله تعالى.

أن يكون العمل الصالح مستمرًا ومتواصلًا.

أن يكون العمل الصالح خاليًا من الرياء والمباهاة.

أن يكون العمل الصالح خاليًا من الكبر والعجب.

5- من يعمل من الصالحات

قال تعالى في سورة لقمان: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [لقمان: 28]، وقال تعالى في سورة الأنعام: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق: 4]، وقال تعالى في سورة فاطر: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى} [فاطر: 15].

6- جزاء العمل الصالح

جزاء العمل الصالح في الدنيا والآخرة عظيم، ومن جزائه في الدنيا:

أن الله تعالى يبارك في مال المسلم وولده.

أن الله تعالى ينصر المسلم على أعدائه.

أن الله تعالى يجعل المسلم سالمًا من الأمراض.

أن الله تعالى يجعل المسلم محبوبًا من الخلق.

أن الله تعالى ييسر للمسلم أمور حياته.

7- خاتمة

العمل الصالح هو طريق النجاة في الدنيا والآخرة، وهو سبب لحب الله تعالى ولحب الناس، وهو سبب لرضا الله تعالى ورضا الناس، وهو سبب لبركة المال والولد، وهو سبب للنصر على الأعداء، وهو سبب للصحة والعافية، وهو سبب لحب الخلق، وهو سبب لتيسير أمور الحياة، وهو سبب لدخول الجنة والفوز برضا الله تعالى.

أضف تعليق