No images found for خطبة جمعة عن المداومة على العمل الصالح
الخطبة الأولى:
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والثناء عليه جميل، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، وإمام المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أيها المسلمون: إن العمل الصالح هو مفتاح الفوز في الدنيا والآخرة، وهو سبب نيل رضا الله عز وجل ومحبته، وهو زاد المؤمن في الآخرة، فمن داوم على العمل الصالح فقد فاز برحمة الله تعالى وعونه وتوفيقه، وإن من أسماء السورة في القرآن الكريم سورة المداومة على العمل الصالح.
أولاً: فضل العمل الصالح:
1. قال الله تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [هود: 112].
2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه”. [رواه أبو داود]
3. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “إنك لن تؤجر على عملك، ولكن تؤجر على نيتك، وإنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى”. [رواه البخاري ومسلم]
ثانيًا: شروط قبول العمل الصالح:
1. الإخلاص لله تعالى: فالعمل الصالح هو الذي يُعمل لله وحده، لا يُشرك معه أحدًا.
2. المتابعة لشرع الله تعالى: فالعمل الصالح هو الذي يكون موافقًا لشرع الله تعالى، لا يخالف.
3. الاستمرار على العمل الصالح: فالعمل الصالح هو الذي يُستمر عليه، لا يُترك.
ثالثًا: ثمار العمل الصالح:
1. رضا الله عز وجل ومحبته: فالعمل الصالح هو سبب نيل رضا الله عز وجل ومحبته.
2. الفوز بالجنة: فالعمل الصالح هو سبب الفوز بالجنة، حيث قال الله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133].
3. النجاة من النار: فالعمل الصالح هو سبب النجاة من النار، حيث قال الله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7-8].
الخطبة الثانية:
رابعًا: مداومة العمل الصالح:
1. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200].
2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه”. [رواه البخاري ومسلم]
3. قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “إن العمل الصالح وإن قل داوم عليه يغنيك”. [رواه الطبراني]
خامسًا: أسباب مداومة العمل الصالح:
1. الإخلاص لله تعالى: فمن أخلص لله تعالى في عمله، وتوجه إليه وحده، كان ذلك سببًا لمداومته على العمل الصالح.
2. الخوف من الله تعالى: فمن خاف الله تعالى، واتقى معصيته، كان ذلك سببًا لمداومته على العمل الصالح.
3. الرجاء في ثواب الله تعالى: فمن رجا ثواب الله تعالى، وأمل جنته، كان ذلك سببًا لمداومته على العمل الصالح.
سادسًا: فوائد مداومة العمل الصالح:
1. نيل رضا الله عز وجل ومحبته: فمداومة العمل الصالح سبب لنيل رضا الله عز وجل ومحبته.
2. الفوز بالجنة: فمداومة العمل الصالح سبب للفوز بالجنة، حيث قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} [البينة: 7-8].
3. النجاة من النار: فمداومة العمل الصالح سبب للنجاة من النار، حيث قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 40].
سابعًا: وصايا لمداومة العمل الصالح:
1. البدء بالأعمال السهلة: فمن أراد مداومة العمل الصالح، فليبدأ بالأعمال السهلة التي يستطيع القيام بها بيسر وسهولة، ثم يتدرج بعد ذلك في الأعمال الصعبة.
2. تجنب الأعمال الشاقة: فمن أراد مداومة العمل الصالح، فليتجنب الأعمال الشاقة التي قد تثقل عليه وتجعله يترك العمل الصالح.
3. تقسيم العمل: فمن أراد مداومة العمل الصالح، فليقسم عمله إلى أجزاء صغيرة، وينجز كل جزء على حدة، حتى لا يشعر بالثقل أو الملل.
الخاتمة:
أيها المسلمون: إن العمل الصالح هو مفتاح الفوز في الدنيا والآخرة، وهو سبب نيل رضا الله عز وجل ومحبته، وهو زاد المؤمن في الآخرة، فداوموا على العمل الصالح، واتقوا الله في العلن والسر، فإن التقوى هي رأس كل خير، والحمد لله رب العالمين.