يانفس توبي عن العصيان

يانفس توبي عن العصيان

العنوان: يا نفس توبي عن العصيان

المقدمة:

الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وأبصرنا بنعمة الإيمان، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فإن النفوس البشرية جبلت على الضعف والهوى، ولذلك فهي عرضة لأن تقع في المعاصي والذنوب، ولكن الله عز وجل قد منّ علينا بنعمة التوبة، لكي نرجع إليه سبحانه وتعالى بعد أن نعصيه، ونتوب إليه من ذنوبنا وخطايانا.

وفي هذا المقال، سنحاول أن نتناول بعض الأمور المتعلقة بالعصيان والتوبة، لعل الله عز وجل أن ينفعنا بها، ويهدينا إلى صراطه المستقيم.

العصيان:

العصيان هو مخالفة أمر الله عز وجل، أو أمر رسوله صلى الله عليه وسلم، أو أمر ولاة الأمر الشرعيين، وهو من الذنوب والمعاصي التي نهى الله عنها، وأمرنا بالابتعاد عنها، قال تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [المائدة: 98].

ومما يدل على عظم ذنب العصيان، أن الله عز وجل قد جعل له عقوبة شديدة، قال تعالى: {وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَد ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} [الأحزاب: 36].

أسباب العصيان:

هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى وقوع المرء في العصيان، ومن أهم هذه الأسباب:

ضعف الإيمان: فكلما كان إيمان المرء ضعيفًا، كلما كان أكثر عرضة لارتكاب المعاصي والذنوب.

اتباع الهوى: فمن يتبع هواه، ويتغاضى عن أوامر الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، فإنه يقع في العصيان.

حب الدنيا: فمن يحب الدنيا وشهواتها، ويتعلق بها، فإنه يقع في العصيان، قال تعالى: {وَلَا تَتَّبِعْ هَوَىٰ نَفْسِكَ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} [ص: 26].

صحبة السوء: فصحبة الأشرار والذين لا يخافون الله عز وجل، من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الوقوع في العصيان، قال تعالى: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} [لقمان: 19].

أنواع العصيان:

ينقسم العصيان إلى نوعين رئيسيين:

العصيان الأكبر: وهو الذي يخرج المرء من الإسلام، مثل الشرك بالله عز وجل، أو ترك الصلاة، أو الزنا، أو السرقة، أو شرب الخمر، وغير ذلك من الكبائر.

العصيان الأصغر: وهو الذي لا يخرج المرء من الإسلام، ولكنه مع ذلك يعد من الذنوب والمعاصي التي يجب على المسلم أن يتجنبها، مثل الكذب، والغيبة، والنميمة، وغير ذلك من الصغائر.

التوبة:

التوبة هي الرجوع إلى الله عز وجل بعد ارتكاب المعصية أو الذنب، والاستغفار منه، والعزم على عدم العودة إلى المعصية مرة أخرى، قال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31].

شروط التوبة:

لكي تكون التوبة صحيحة ومقبولة عند الله عز وجل، يجب أن تتوفر فيها الشروط التالية:

الندم على المعصية أو الذنب.

العزم على عدم العودة إلى المعصية مرة أخرى.

رد المظالم إلى أهلها، إذا كانت المعصية قد ترتبت عليها مظلمة لأحد.

التوبة النصوح.

فضل التوبة:

التوبة من المعاصي والذنوب لها فضل عظيم عند الله عز وجل، ومن ذلك:

غفران الذنوب والمعاصي.

محو السيئات.

رفع الدرجات.

استجابة الدعاء.

دخول الجنة.

الخاتمة:

نسأل الله عز وجل أن يوفقنا جميعًا إلى التوبة النصوح، وأن يجنبنا الوقوع في المعاصي والذنوب، وأن يثبتنا على دينه القويم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

أضف تعليق