يا حافظ القرآن
مقدمة
يعتبر حفظ القرآن الكريم من أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، وهو من أفضل الأعمال الصالحة التي ينال بها المسلم الأجر والثواب العظيم. ولقد حث القرآن الكريم والسنة النبوية على حفظ القرآن الكريم وتلاوته، وبيّنا فضل حفظه ومكانة الحافظين له.
فضل حفظ القرآن الكريم
1. الرفعة والمنزلة العالية عند الله تعالى: حيث قال الله تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح: 4]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يرفع بهذا القرآن أقوامًا ويضع به آخرين” [مسلم].
2. الشفاعة يوم القيامة: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه” [مسلم]. وقال أيضًا: “تعاهدوا القرآن، فإنه صاحبكم الذي لا يمل” [البخاري].
3. الأجر والثواب العظيم: فقد قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ} [فاطر: 29]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول “الم” حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف” [الترمذي].
شروط حفظ القرآن الكريم
1. النية الصالحة: يجب أن يكون حفظ القرآن الكريم لله تعالى وابتغاء مرضاته، لا للتفاخر أو الرياء أو طلب الدنيا.
2. الصبر والمثابرة: إن حفظ القرآن الكريم يحتاج إلى صبر ومثابرة، فقد يواجه الحافظ بعض الصعوبات والتحديات، ولكن عليه أن يتغلب عليها بالصبر والمثابرة حتى ينجح في حفظه.
3. الاستمرار والتكرار: يجب على الحافظ أن يحرص على الاستمرار في تلاوة القرآن الكريم وتكرار حفظه حتى يثبته في ذهنه ولا ينساه.
طريقة حفظ القرآن الكريم
1. اختيار الطريقة المناسبة: يوجد العديد من الطرق لحفظ القرآن الكريم، على الحافظ أن يختار الطريقة التي تناسب قدراته وإمكانياته، ومن أشهر الطرق: الطريقة التقليدية (الحفظ عن طريق التلقين من الشيخ)، والطريقة الحديثة (الحفظ عن طريق الاستماع والتكرار)، والطريقة المختلطة (الجمع بين الطريقتين السابقتين).
2. تحديد الوقت المناسب: يجب على الحافظ أن يحدد وقتًا مناسبًا لحفظ القرآن الكريم يوميًا، ويحرص على الالتزام بهذا الوقت وعدم التهاون فيه.
3. المراجعة الدورية: يجب على الحافظ أن يحرص على مراجعة ما حفظه بشكل دوري حتى لا ينساه، ويمكنه أن يراجع ما حفظه عن طريق قراءته أو سماعه أو كتابته.
الأدوات المساعدة على حفظ القرآن الكريم
1. المصحف الشريف: هو أهم أداة تساعد على حفظ القرآن الكريم، ويجب على الحافظ أن يحرص على اختيار مصحف جيد وواضح الخط حتى يسهل عليه القراءة والحفظ.
2. التسجيلات القرآنية: يمكن للحافظ أن يستعين بالتسجيلات القرآنية لحفظ القرآن الكريم، حيث يمكنه أن يستمع إلى التسجيلات أثناء القراءة أو أثناء ممارسة نشاطاته اليومية.
3. الكتب والمواقع الإلكترونية: يوجد العديد من الكتب والمواقع الإلكترونية التي تساعد على حفظ القرآن الكريم، ويمكن للحافظ أن يستعين بها للتعرف على أحكام التلاوة والتجويد وتفسير الآيات القرآنية.
آداب تلاوة القرآن الكريم
1. الوضوء: يجب على المسلم أن يتوضأ قبل تلاوة القرآن الكريم، فإن الوضوء يزيد من الخشوع والحضور الذهني أثناء القراءة.
2. الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم: يجب على المسلم أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم قبل البدء في تلاوة القرآن الكريم، وذلك حتى يحفظه الله من وساوس الشيطان.
3. التدبر في آيات القرآن الكريم: يجب على المسلم أن يتدبر في آيات القرآن الكريم أثناء تلاوته، ويتفكر في معانيها ودلالاتها، حتى يستفيد بها في حياته ويعمل بها.
خاتمة
إن حفظ القرآن الكريم من أفضل الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، وهو من أسباب رفعة المسلم ومنزلته عند الله تعالى. ولقد حث القرآن الكريم والسنة النبوية على حفظ القرآن الكريم وتلاوته، وبيّنا فضل حفظه ومكانة الحافظين له.