مقدمة
يوشع بن نون هو أحد الشخصيات التوراتية الهامة، وهو خليفة النبي موسى عليه السلام وقائد بني إسرائيل بعده. كان يوشع شخصية قوية ومؤثرة في تاريخ بني إسرائيل، وقد قادهم إلى أرض الميعاد (فلسطين) بعد أن أمضوا 40 عامًا في التجول في الصحراء.
أولاً: حياة يوشع بن نون قبل النبوة والقيادة
1. النشأة والمولد:
ولد يوشع بن نون في مصر خلال فترة العبودية التي تعرض لها بنو إسرائيل. كان يوشع من سبط أفرايم، وكان أحد المساعدين المقربين للنبي موسى عليه السلام.
2. المشاركة في أحداث الخروج:
كان يوشع من بين الذين شاركوا في أحداث الخروج من مصر مع النبي موسى عليه السلام. وقد كان شاهداً على المعجزات التي أظهرها الله تعالى لنبيه موسى، مثل شق البحر الأحمر وإسقاط المن والسلوى من السماء.
3. تعيينه خليفة لموسى عليه السلام:
قبل وفاة النبي موسى عليه السلام، اختاره خلفًا له ليكون قائدًا لبني إسرائيل. وقد أوصى موسى عليه السلام بني إسرائيل بطاعة يوشع بن نون واتباع أوامره.
ثانيًا: يوشع بن نون عند نهر الأردن
1. عبور نهر الأردن:
بعد وفاة موسى عليه السلام، قاد يوشع بن نون بني إسرائيل لعبور نهر الأردن إلى أرض الميعاد (فلسطين). وقد انشق النهر أمامهم بأمر الله تعالى، وتمكنوا من العبور بسهولة.
2. الاستعداد لغزو أرض كنعان:
بعد عبور نهر الأردن، أمر يوشع بن نون بني إسرائيل بتجهيز أنفسهم لغزو أرض كنعان. وقام بتوزيع الأراضي بينهم وتعيين القادة العسكريين.
3. غزو أرض كنعان:
قاد يوشع بن نون بني إسرائيل في غزو أرض كنعان، وتمكنوا من هزيمة الكنعانيين والاستيلاء على أراضيهم. وقد قسم يوشع الأرض بين القبائل الإسرائيلية الاثني عشر.
ثالثًا: فتوحات يوشع بن نون
1. معركة أريحا:
كانت معركة أريحا من أهم المعارك التي خاضها يوشع بن نون خلال غزو أرض كنعان. وقد أمر الله تعالى يوشع بأن يدور حول المدينة لمدة سبعة أيام، وفي اليوم السابع انهارت أسوار المدينة وتمكنوا من دخولها.
2. معركة عاي:
بعد سقوط أريحا، قاد يوشع بن نون بني إسرائيل إلى معركة عاي. وقد هزموا الكنعانيين في هذه المعركة وتمكنوا من الاستيلاء على المدينة.
3. معركة شكيم:
بعد الاستيلاء على عاي، قاد يوشع بن نون بني إسرائيل إلى معركة شكيم. وقد تمكنوا من هزيمة الكنعانيين في هذه المعركة وتوحيد قبائل بني إسرائيل تحت قيادته.
رابعًا: يوشع بن نون وتقسيم أرض كنعان
1. تقسيم أرض كنعان:
بعد أن تمكن يوشع بن نون من الاستيلاء على أرض كنعان، قام بتقسيمها بين القبائل الإسرائيلية الاثني عشر. وقد أعطى كل قبيلة نصيبها من الأرض حسب عدد أفرادها.
2. مدينة شكيم مركزًا لعبادة الله تعالى:
اختار يوشع بن نون مدينة شكيم مركزًا لعبادة الله تعالى، وأقام هناك مذبحًا للرب. كما أمر بني إسرائيل بكتابة وصايا الله على حجارة كبيرة ووضعها في مدينة شكيم.
3. تجديد العهد بين الله وبني إسرائيل:
في مدينة شكيم، جدد يوشع بن نون العهد بين الله وبني إسرائيل. وقد أقسموا بأن يطيعوا الله ويتبعوا أوامره ولا يعبدوا غيره.
خامسًا: وصايا يوشع بن نون
1. وصايا يوشع بن نون قبل وفاته:
قبل وفاته، أوصى يوشع بن نون بني إسرائيل بطاعة الله تعالى واتباع أوامره. كما حذرهم من عبادة الأصنام والآلهة الأخرى.
2. وصية يوشع بن نون بمحاربة الأعداء:
أوصى يوشع بن نون بني إسرائيل بمحاربة أعدائهم والدفاع عن أرضهم. كما حذرهم من السلام مع الأعداء أو التفاوض معهم.
3. وصية يوشع بن نون بالتمسك بالشريعة:
أوصى يوشع بن نون بني إسرائيل بالتمسك بالشريعة التي أنزلها الله تعالى على نبيه موسى عليه السلام. كما حذرهم من مخالفة الشريعة أو التهاون في تطبيقها.
سادسًا: وفاة يوشع بن نون
1. وفاة يوشع بن نون:
توفي يوشع بن نون عن عمر يناهز 110 عامًا. وقد دفن في تمنة سرا في جبل أفرايم.
2. انتخاب القضاة بعد وفاة يوشع:
بعد وفاة يوشع بن نون، تولى القضاة حكم بني إسرائيل. وقد تبعهم فترة من عدم الاستقرار والصراعات الداخلية والخارجية.
3. الحنين إلى زمن يوشع بن نون:
بعد وفاة يوشع بن نون، حن بني إسرائيل إلى زمنه الذي كان يتميز بالاستقرار والانتصارات العسكرية. وقد تمنوا عودة تلك الأيام.
سابعًا: يوشع بن نون في الثقافة والتاريخ
1. يوشع بن نون في الكتاب المقدس:
يعتبر يوشع بن نون أحد الشخصيات الرئيسية في الكتاب المقدس، ويرد ذكره في العديد من الأسفار. وقد تناولت قصصه العديد من كتب التاريخ واللاهوت.
2. يوشع بن نون في الإسلام:
يعتبر يوشع بن نون من الأنبياء الذين ذكروا في القرآن الكريم. وقد ورد ذكره في سورة الأعراف، حيث أمر الله تعالى نبيه موسى عليه السلام بأن يختاره خليفة له.
3. يوشع بن نون في التاريخ اليهودي:
يعتبر يوشع بن نون من الشخصيات الهامة في التاريخ اليهودي. فهو القائد الذي قاد بني إسرائيل إلى أرض الميعاد (فلسطين) وأسس دولتهم هناك.
خاتمة
يعتبر يوشع بن نون من الشخصيات التوراتية الهامة التي لعبت دورًا رئيسيًا في تاريخ بني إسرائيل. فقد كان قائدًا عسكريًا ناجحًا وقائدًا حكيمًا قاد بني إسرائيل إلى أرض الميعاد وأسس دولتهم هناك. وقد ترك يوشع بن نون إرثًا كبيرًا لبني إسرائيل، يتمثل في توحيدهم وتأسيس دولتهم والحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية.