مقدمة
إن لله سبحانه وتعالى أسماء حسنى وصفات عليا، ومن هذه الأسماء اسم “العفو”، وهو يدل على أن الله تعالى كثير العفو والغفران، وأنه يحب العفو عن عباده، ولذلك ينبغي للمسلم أن يدعو الله تعالى بهذا الاسم الجليل وأن يسأله العفو والمغفرة عن ذنوبه وسيئاته.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا
اللهم يا من تفرد بالملكوت، أنت العفو الجميل الذي لا يضار عنده أحد، أنت الذي ذكرت بأسمائك الحسنى العفو، فلك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
يا الله يا رحمن يا رحيم، أنت تعلم ما في قلوبنا من ذنوب وخطايا، لكنك يا رب كريم وستار، تغفر الذنوب العظام وتبدلها حسنات، وتعفو عن السيئات وترفع السيئات.
اللهم عفوك عفوك، نسألك يا رب أن تعف عنا وتغفر ذنوبنا وخطايانا، وأن ترحمنا برحمتك الواسعة، وأن تدخلنا في جنتك مع الأبرار والصديقين.
رحمة الله أوسع من غضبه
إن رحمة الله تعالى واسعة وتشمل كل شيء، وهي أكبر من غضبه وعقابه، وقد قال الله تعالى:” وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ”.
وإن الله تعالى يحب العفو عن عباده ويفرح بتوبتهم إليه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يفرح بتوبة عبده من الفرح الذي يجده أحدكم وقد وجد ضالته في أرض فلاة”.
وإن العفو عن الآخرين من صفات المؤمنين الكاملين، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء”.
فضل العفو
إن العفو فضيلة عظيمة وأجرها كبير، ومن فضائل العفو:
– أن الله تعالى يحبه ويحب من يعفو عن الناس.
– أن العفو من صفات المتقين والصالحين.
– أن العفو يزيل الحقد والضغينة من القلب.
– أن العفو يزيد في المحبة والألفة بين الناس.
– أن العفو يفتح أبواب الخير والرزق.
كيف نطلب العفو من الله؟
هناك عدة طرق يمكن أن نطلب بها العفو من الله تعالى منها:
– أن ندعو الله تعالى بهذا الاسم الجليل “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا”.
– أن نكثر من الاستغفار والتوبة إلى الله تعالى.
– أن نرجع إلى الله تعالى بعد المعصية ولا نكررها.
– أن نحسن إلى من أساء إلينا.
– أن نتصدق على المحتاجين ونكثر من الأعمال الصالحة.
أمثلة على العفو في القرآن الكريم والسنة النبوية
هناك العديد من الأمثلة على العفو في القرآن الكريم والسنة النبوية، منها:
– عفو الله تعالى عن نبيه موسى عليه السلام عندما قتل القبطي خطأ.
– عفو الله تعالى عن نبيه داوود عليه السلام عندما زنى وقتل.
– عفو رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أهل مكة عندما دخلها فاتحًا.
– عفو الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن يهودي أساء إليه.
الخلاصة
إن العفو فضيلة عظيمة وأجرها كبير، وهو من صفات المؤمنين الكاملين، وقد ذكره الله تعالى في القرآن الكريم ورسوله صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية.
وإن الله تعالى يحب العفو عن عباده ويفرح بتوبتهم إليه، ولذلك ينبغي للمسلم أن يدعو الله تعالى بهذا الاسم الجليل وأن يسأله العفو والمغفرة عن ذنوبه وسيئاته.