اللهم ربنا انزل علينا مائدة من السماء
المقدمة
تُعدُّ سورة المائدة خامس سور القرآن الكريم، وهي من السور المدنية التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، ويبلغ عدد آياتها 120 آية، وتحتل السورة المرتبة 114 في ترتيب المصحف الشريف، وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى الآية رقم 112 التي ورد فيها ذكر المائدة التي أنزلها الله تعالى على بني إسرائيل.
أدعية طلب الرزق
وقد تضمنت سورة المائدة العديد من الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها الله تعالى طلبًا للرزق المبارك، ومن أهم هذه الأدعية:
1. اللهم ربنا انزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدًا لأولّنا وآخرنا وعلامة منك و ارزقنا و أنت خير الرازقين.
وهو الدعاء الذي دعا به نبي الله موسى عليه السلام على بني إسرائيل حينما اشتدّ بهم الجوع، إذ قال لهم: {قال موسى لقومه ادعوا ربكم فليُنزل لكم مائدة من السماء قالوا وما لنا أن ندعو ربنا وقد أتينَا في برية ما فيها من شجر و لا ماء و لا طعام قال أذلكم على الله يسير} [المائدة: 112-113]، فاستجاب الله تعالى لدعائه وأنزل عليهم المنّ والسلوى، كما قال تعالى: {فقلنا يا موسى إنا لن ندخلها أبدًا ما داموا فيها فاذهب انت و ربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون قال رب إني لا أملك إلا نفسي و أخي فافرق بيننا و بين القوم الفاسقين قال إنها محرّمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين} [المائدة: 21-26].
2. اللهم افتح علينا خزائن رحمتك الواسعة وانشر علينا من فضلك ورزقك الحلال الطيب.
وهو دعاء جامع للمسلم أن يفتح الله تعالى له خزائن رحمته الواسعة، وأن ينشر عليه من فضله ورزقه الحلال الطيب، وهذا الدعاء من الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: {اللهم افتح علينا خزائن رحمتك الواسعة وانشر علينا من فضلك ورزقك الحلال الطيب}.
3. اللهم ارزقني رزقًا واسعًا طيبًا حلالًا لا كدّ فيه ولا مشقة.
وهو دعاء يطلب فيه المسلم من الله تعالى أن يرزقه رزقًا واسعًا طيبًا حلالًا لا كدّ فيه ولا مشقة، وهذا الدعاء من الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى الإمام أحمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: {اللهم ارزقني رزقًا واسعًا طيبًا حلالًا لا كدّ فيه ولا مشقة}.
فضل الصدقة في الرزق
وقد بيّنت سورة المائدة فضل الصدقة في زيادة الرزق وبركته، إذ قال تعالى: {و ما أنفقتم من شيء فهو يُخلفه و هو خير الرازقين} [المائدة: 92]، وقال تعالى: {الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منًّا و لا أذىً لهم أجرهم عند ربهم و لا خوف عليهم و لا هم يحزنون} [المائدة: 93]، وقد ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تحث على الصدقة وبيّنت فضلها في زيادة الرزق وبركته، ومن ذلك ما رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {ما نقص مال من صدقة}، وما رواه الإمام أحمد عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {الصدقة تُطفئ الخطيئة كما يُطفئ الماء النار}.
أسباب الرزق الحلال
وقد بينت سورة المائدة أسباب الرزق الحلال، ومن أهم هذه الأسباب:
1. البركة في الكسب:
قال تعالى: {و بارك لكم في ما رزقناكم}