المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد،
فنحن بحاجة إلى أن ندعو الله تعالى أن لا يحملنا ما لا طاقة لنا به، فالله تعالى هو الغفور الرحيم، وهو الذي يعلم ما في صدورنا، ويعلم ما نستطيع وما لا نستطيع، وهو الذي بيده الأمر كله، وهو الذي يقضي ما يشاء ويحكم ما يريد.
1. تعاليم القرآن الكريم:
أمرنا الله تعالى بأن ندعوه ونلجأ إليه في كل أمورنا، وألا نيأس من رحمته، قال تعالى: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان”.
قال تعالى: “واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور، ولا تبيت حزنًا على ما فاتك من الدنيا وزينتها، ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجًا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه، ورزق ربك خير وأبقى”.
وذكر لنا القرآن الكريم قصص الأنبياء والمرسلين الذين ابتلاهم الله تعالى بابتلاءات عظيمة، وكيف صبروا على هذه الابتلاءات، وحمدوا الله تعالى عليها، ونالوا من الله تعالى الأجر العظيم.
2. الأحاديث النبوية:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت”.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما أنزل الله من داء إلا أنزل معه شفاءه، علمه من علمه وجهله من جهله”.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة”.
3. حكم التكليف:
التكليف هو إلزام المكلف بأداء واجبات معينة، وترك محرمات معينة، والتكليف يكون على حسب قدرة المكلف، فالله تعالى لا يكلف نفسًا إلا وسعها، ولا يحملها ما لا تطيق.
التكليف رحمة من الله تعالى، لأن الله تعالى يريد لعباده الخير، ويريد لهم أن ينالوا الفوز في الدنيا والآخرة.
التكليف يترتب عليه الثواب والعقاب، فمن أطاع الله تعالى ونفذ أوامره، نال الثواب، ومن عصى الله تعالى وخالف أوامره، نال العقاب.
4. أنواع التكليف:
التكليف الشرعي: وهو التكليف الذي فرضه الله تعالى على عباده في شريعته، مثل الصلاة والصيام والزكاة والحج.
التكليف الأخلاقي: وهو التكليف الذي يفرضه المجتمع على أفراده، مثل الصدق والأمانة والوفاء بالعهد.
التكليف الاجتماعي: وهو التكليف الذي يفرضه الفرد على نفسه، مثل أداء واجباته تجاه أهله ووطنه ومجتمعه.
5. أسباب التكليف:
الحكمة الإلهية: فالله تعالى خلق الإنسان وأرسل إليه الرسل والأنبياء ليعبدوه وحده، وينال السعادة في الدنيا والآخرة.
العدل الإلهي: فالله تعالى لا يظلم أحدًا، ولا يكلفه ما لا يطيق، بل يكلفه على حسب قدرته.
الرحمة الإلهية: فالله تعالى يريد لعباده الخير، ويريد لهم أن ينالوا الفوز في الدنيا والآخرة.
6. آثار التكليف:
الثواب والعقاب: فمن أطاع الله تعالى ونفذ أوامره، نال الثواب، ومن عصى الله تعالى وخالف أوامره، نال العقاب.
السعادة والشقاء: فمن أطاع الله تعالى ونفذ أوامره، نال السعادة في الدنيا والآخرة، ومن عصى الله تعالى وخالف أوامره، نال الشقاء في الدنيا والآخرة.
النجاح والفشل: فمن أطاع الله تعالى ونفذ أوامره، نال النجاح في الدنيا والآخرة، ومن عصى الله تعالى وخالف أوامره، نال الفشل في الدنيا والآخرة.
7. الدعاء بعدم التكليف بما لا طاقة لنا به:
نسأل الله تعالى أن لا يحملنا ما لا طاقة لنا به، وأن يعيننا على أداء واجباتنا، وأن يوفقنا لما فيه الخير لنا في الدنيا والآخرة.
ندعو الله تعالى أن يرزقنا الصبر والسلوان على ما يصيبنا من ابتلاءات ومصائب.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الصابرين الشاكرين، وأن يثيبنا على صبرنا وشكرنا.
الخاتمة:
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لما فيه الخير لنا، وأن يجعلنا من الصابرين الشاكرين، وأن يثيبنا على صبرنا وشكرنا، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.