اللهم لاتكلني الى نفسي طرفة عين

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين، ولا أقل من ذلك، يا من لا تضيع عنده الودائع، يا من لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، يا من له ملك السموات والأرض، يا من بيده ملكوت كل شيء، يا من يعطي ويمنع، يا من يرزق من يشاء بغير حساب، يا من يحيي ويميت، يا من يميت ويهيئ، يا من يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي، يا من خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً، وهو العزيز الغفور.

1. معنى الدعاء:

الدعاء هو طلب العبد من ربه حاجته، وهو من العبادات التي حث عليها الإسلام، وقد ورد في السنة النبوية الشريفة العديد من الأحاديث التي تحث على الدعاء، ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء مخ العبادة”، وقوله: “لا يرد القضاء إلا الدعاء”، وقوله: “من لم يدع الله عز وجل غضب عليه”.

2. فضل الدعاء:

الدعاء من أفضل العبادات، وهو سبب لنيل المغفرة والرحمة من الله عز وجل، فقد قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء عبادة”، وقال: “الدعاء سلاح المؤمن، وعمود الدين، ونور السموات والأرض”.

3. شروط قبول الدعاء:

لكي يقبل الله عز وجل الدعاء، يجب أن تتوفر فيه عدة شروط، منها:

الإخلاص لله عز وجل: أي أن يكون الدعاء خالصًا لله وحده، لا شريك له.

اليقين بالإجابة: أي أن يكون الداعي واثقًا من أن الله عز وجل سيستجيب دعاءه.

حضور القلب: أي أن يكون الداعي حاضرًا بقلبه عند الدعاء، ولا يكون مشغولًا بشيء آخر.

اتباع آداب الدعاء: وهذه الآداب تشمل: رفع اليدين إلى السماء، استقبال القبلة، استفتاح الدعاء بالحمد والثناء على الله عز وجل، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والإلحاح في الدعاء، والتضرع إلى الله عز وجل.

4. أوقات استجابة الدعاء:

هناك أوقات معينة يُستجاب فيها الدعاء بإذن الله عز وجل، ومن هذه الأوقات:

عند السجود: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد”، وقال: “الدعاء في السجود أقرب ما يكون من الإجابة”.

في الثلث الأخير من الليل: فقد قال تعالى: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلاً}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له”.

بين الأذان والإقامة: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد”.

عند نزول المطر: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا رأيتم المطر فقولوا: اللهم صيبًا نافعًا”.

5. أشياء تمنع استجابة الدعاء:

هناك بعض الأشياء التي قد تمنع استجابة الدعاء، ومن هذه الأشياء:

أكل الطعام الحرام: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من أكل لقمة من حرام حرم الله عليه الجنة أربعين خريفًا، فإن تاب تاب الله عليه، وإن مات دخل النار”.

لبس الحرير والذهب: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تقبل صلاة امرأة تلبس الحرير والذهب”.

الدعاء بقطع الرحم: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يقبل الله صلاة قاطع رحم”.

الدعاء بالإثم والعدوان: فقد قال تعالى: {وَلَا تَتَّخِذُوا دُعَاءَكُمْ ضِرَارًا وَأَذًى بَيْنَكُمْ}.

الدعاء بالباطل: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يدعو أحدكم على نفسه ولا على ولده ولا على ماله، فإنه يدعو في مستجاب الدعوة”.

6. آداب الدعاء:

هناك بعض الآداب التي ينبغي مراعاتها عند الدعاء، ومن هذه الآداب:

البدء بالحمد والثناء على الله عز وجل: فقد قال تعالى: {وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغَدَوَاتِ وَالْعَشِيِّ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ}.

الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: فقد قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.

الإلحاح في الدعاء: فقد قال تعالى: {وَدَعَوْهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}.

التضرع إلى الله عز وجل: فقد قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}.

7. خاتمة:

الدعاء من أعظم العبادات، وهو سبب لنيل المغفرة والرحمة من الله عز وجل، وقد حث الإسلام على الدعاء في كل وقت وفي كل مكان، فقد قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء مخ العبادة”.