اللهم من ولي من أمر

اللَّهُمَّ مَن وَلِيتَ أَمْرَهُ مِنْ عِبَادِكَ فَاسْلُكْ بِهِ فِي مَسَالِكِ الْخَيْرِ وَوَفِّقْهُ وَلَا تُضِلَّهُ

المقدمة:

إنَّ تولّي الأمر في أيِّ مجتمعٍ من المجتمعات هو أمرٌ عظيمٌ ومسؤوليةٌ ضخمة، لا يُقْدِم عليها إلَّا ذوو العزيمة الصادقة والنفوس الطاهرة، فمن تولّى الأمرَ فعليهِ أن يعلمَ أنَّه سيكون مسؤولاً عن مصير الأفراد والمجتمعات، وأنَّه سيُسألُ أمام الله عن كلِّ قرارٍ يتخذه وكلِّ خطوةٍ يخطوها، لذا فإنَّه يجبُ على من تولّى الأمر أن يضرع إلى الله تعالى بالدعاء أن يُوفِّقَه في مهمَّته وأن يسدِّده إلى صراطٍ مستقيمٍ، وأن يحفظه من الزلل والزلات.

1. أهمية الدعاء لمن تولّى الأمر:

– الدعاءُ لمن تولّى الأمر هو وسيلةٌ من وسائل التوفيق والسداد، فالدعاء هو مفتاحٌ لكلِّ خيرٍ، وهو سببٌ من أسباب النصر والتمكين، ولقد حثّنا رسولُ الله -صلّى الله عليه وسلّم- على الدعاء لمن تولّى الأمر، فقال: (مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا، فَأَدَى الأَمَانَةَ ونَصَحَ لأمَّتِي كَانَ حَقُّهُ عَلَى اللهِ الجَنَّةُ).

– الدعاءُ لمن تولّى الأمر هو وسيلةٌ من وسائل الحماية من الزلل والزلات، فالإنسانُ مهما كان قويًّا وشجاعًا فإنَّه معرضٌ للخطأ والزلل، ولذلك فإنَّه يحتاج إلى من يُذكِّره بالله تعالى ويحذِّره من عواقب المعاصي والذنوب.

– الدعاءُ لمن تولّى الأمر هو وسيلةٌ من وسائل تحقيق الخير والنفع للمجتمع، فالدعاءُ هو سببٌ من أسباب نزول الرحمات والبركات، وهو سببٌ من أسباب انتشار الخير ونشر السلام والعدل.

2. سمات الحاكم العادل:

– الحاكم العادل هو الذي يتَّقي الله تعالى في أقواله وأفعاله، ويُحكِّم شرع الله تعالى في كلِّ أموره، ولا يخشى في الله لومة لائم.

– الحاكم العادل هو الذي ينصف المظلوم ويقمع الظالم، ويعمل على إحقاق الحق ونشر العدل والمساواة بين الناس.

– الحاكم العادل هو الذي يسعى إلى تحقيق مصالح العباد ورفاهيتهم، ويحرص على توفير الأمن والاستقرار في البلاد.

3. دور المواطن في مساعدة الحاكم:

– على المواطن أن يُطيع الحاكم العادل وينفِّذ أوامره، ما دامت هذه الأوامر لا تتنافى مع شرع الله تعالى.

– على المواطن أن ينصح الحاكم ويُبيِّن له الحق إذا رأى منه خطأً أو انحرافًا عن الصراط المستقيم.

– على المواطن أن يدعو للحاكم بالتوفيق والسداد، وأن يطلب من الله تعالى أن يوفِّقه في مهمَّته وأن يحفظه من الزلل والزلات.

4. عواقب تولّي الفاسدين للأمر:

– يؤدِّي تولِّي الفاسدين والأشرار للأمر إلى انتشار الظلم والفساد في البلاد، وتفشِّي الرشوة والمحسوبية والسرقات.

– يؤدِّي تولِّي الفاسدين للأمر إلى ضياع حقوق الناس وإهدار أموالهم، وانتشار الفقر والبطالة بين أفراد المجتمع.

– يؤدِّي تولِّي الفاسدين للأمر إلى تدهور الأمن والاستقرار في البلاد، وحدوث الأزمات والفتن التي تؤدِّي إلى دمار البلاد وتهجير أهلها.

5. محاسبة الحكام في الآخرة:

– سيُحاسَب الحكامُ في الآخرة على كلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ فعلوها في الدنيا، لن ينجو أحدٌ منهم مهما علا شأنه أو كبر سلطانه.

– سيُسأل الحكامُ عن مدى عدلهم وإنصافهم للناس، وسيُحاسَبون على كلِّ مظلومٍ ظلَموه أو حقٍّ ضَيَّعوه.

– سيُسأل الحكامُ عن مدى حرصهم على مصالح العباد ورفاهيتهم، وسيُحاسَبون على كلِّ خطأٍ ارتكبوه أو تقصيرٍ وقعوا فيه.

6. من صور الدعاء لمن تولّى الأمر:

– اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنْ شَرِّ مَن وَلَّيْتَهُ أَمْرَ عِبَادِكَ، اللَّهُمَّ اهدِهِ وَسَدِّدْهُ وَأَعِنْهُ عَلَى مَا وَلَّيْتَهُ.

– اللَّهُمَّ اجعَلهُ خَيْرَ خَلِيفَةٍ فِي أرضِكَ، اللَّهُمَّ ارزُقْهُ العَدْلَ وَالْإِنْصَافَ وَأعِنْهُ عَلَى إِنْصَافِ الْمَظْلُومِينَ.

– اللَّهُمَّ اجعَلهُ قَوِيًّا عَلَى أَعْدَائِكَ وَأَعْدَائِهِ، اللَّهُمَّ أنصُرْهُ عَلَى مَنْ يُحارِبُهُ وَيُعادِيهِ.

7. الخاتمة:

إنَّ الدعاءَ لمن تولّى الأمرَ هو من أعظم العبادات وأفضل الأعمال، وهو سببٌ من أسباب توفيق الحكام وسدادهم في أعمالهم، وهو سببٌ من أسباب تحقيق الخير والنفع للمجتمع، ولذلك فإنَّه يجبُ على كلِّ مسلمٍ ومسلمة أن يُكثر من الدعاء لمن تولّى الأمر، وأن يدعو له بالتوفيق والسداد والهداية، وأن يطلب من الله تعالى أن يحفظه من الزلل والزلات، وأن يُعينه على أداء مهمَّته على أكمل وجه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *