اللهم نسألك خيرها وخير مافيها

اللهم نسألك خيرها وخير مافيها

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فإن الدعاء من أعظم العبادات وأقرب الوسائل إلى الله تعالى، وقد حثنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على الإكثار من الدعاء، فقال: “الدعاء هو العبادة”، وقال أيضًا: “لا يرد القضاء إلا الدعاء”، لذلك نجد أن المسلمين يكثرون من الدعاء في جميع الأوقات والأحوال، ويسألون الله تعالى كل ما يحتاجون إليه من خير الدنيا والآخرة.

أولاً: خير الدنيا:

1. الهداية إلى الإسلام:

أعظم خير يمكن أن ينعم به الإنسان في الدنيا هو الهداية إلى الإسلام، فالإسلام هو دين الحق الذي يهدي الناس إلى سواء السبيل، ويخرجهم من الظلمات إلى النور، قال تعالى: {وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء: 116]، وقال أيضًا: {وَمَنْ لَمْ يُهْدِهِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الكهف: 17].

2. الصحة والعافية:

من أعظم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان هي الصحة والعافية، فالصحة هي رأس مال الإنسان في هذه الحياة، وبدونها لا يستطيع الإنسان أن يعمل أو ينتج أو يستمتع بالحياة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ”، وقال أيضًا: “الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى”.

3. الأمن والسلام والاستقرار:

الأمن والسلام والاستقرار من أهم مقومات الحياة الكريمة للإنسان، فبدونها لا يستطيع الإنسان أن يعيش في سلام وطمأنينة، ولا يستطيع أن يعمل أو ينتج أو يتعلم، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ} [الأعراف: 94]، وقال أيضًا: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة: 251].

ثانيًا: خير الآخرة:

1. الجنة:

الجنة هي دار النعيم المقيم التي أعدها الله تعالى لعباده المتقين، قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 72]، وقال أيضًا: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا ثُمَّرُهُ لَا يُكَلَّمُونَ فِيهَا إِلَّا تَحِيَّةً وَسَلَامًا لَهُمْ قِيَامًا ظُهْرًا} [يس: 56].

2. النجاة من النار:

النار هي دار العذاب الأليم التي أعدها الله تعالى للكافرين والمنافقين، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَأُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ} [البقرة: 161-162]، وقال أيضًا: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوْ فَدَى بِهِ إِنَّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} [آل عمران: 91].

3. لقاء الله تعالى:

لقاء الله تعالى هو أعظم أمنية للمؤمنين، قال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22-23]، وقال أيضًا: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [سبأ: 8].

ثالثًا: خير الدنيا والآخرة:

1. العلم النافع:

العلم النافع هو خير الدنيا والآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة”، وقال أيضًا: “إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا به”، والعلم النافع هو الذي ينفع الإنسان في دينه ودنياه، ويجعله قادرًا على أداء واجباته على أكمل وجه.

2. العمل الصالح:

العمل الصالح هو خير الدنيا والآخرة، قال تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} [النساء: 123]، وقال أيضًا: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} [الكهف: 30].

3. الدعاء:

الدعاء هو خير الدنيا والآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة”، وقال أيضًا: “لا يرد القضاء إلا الدعاء”، والدعاء هو وسيلة الإنسان لطلب كل ما يحتاج إليه من خير الدنيا والآخرة، فادعوا الله تعالى بكل ما تحتاجون إليه، ولا تيأسوا من رحمته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *