اللهم نسألك خيرها

اللهم نسألك خيرها

اللهم نسألك خيرها

مقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد،،،

فإن من أعظم الأدعية التي يرددها المسلمون في صلاتهم ودعائهم هو دعاء “اللهم نسألك خيرها”. وهذا الدعاء له معنى عميق وجميل، يدل على توكل المسلم على الله عز وجل، وتفويضه إليه في كل أموره، وطلب الخير منه سبحانه وتعالى.

ما هو خير الدنيا والآخرة؟

خير الدنيا والآخرة هو ما فيه صلاح العبد في دينه ودنياه، وما يقربه من ربه عز وجل، ويدخله الجنة. ويشمل خير الدنيا والآخرة على أمور كثيرة، منها:

في الدنيا: الصحة والعافية، والأمن والاستقرار، والرزق الحلال، والذرية الصالحة، والنجاح في الدنيا والعمل، والتوفيق في كل أمور الحياة.

في الآخرة: المغفرة والرحمة، والنجاة من النار، ودخول الجنة، ولقاء الله عز وجل، والتمتع بنعيم الجنة الأبدي.

فضل دعاء اللهم نسألك خيرها

لدعاء “اللهم نسألك خيرها” فضل كبير، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قال اللهم نسألك خير الدنيا والآخرة، أعطاه الله خير الدنيا والآخرة”.

وفي حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قال اللهم نسألك خير ما عندك، أعطاه الله خير ما عنده”.

وهذا يدل على أن هذا الدعاء من الأدعية المباركة التي يستجاب لها بإذن الله تعالى، وأن المسلم الذي يكثر من ترديده يرزقه الله تعالى خيراً كثيراً في دنياه وآخرته.

كيف ندعو اللهم نسألك خيرها؟

يستحب للمسلم أن يدعو اللهم نسألك خيرها في كل وقت وحين، وفي كل صلاة ودعاء. ومن الأوقات المستحبة لدعاء اللهم نسألك خيرها:

في صلاة الفجر، بعد قراءة سورة الفاتحة وقبل الركوع.

في صلاة المغرب، بعد قراءة سورة الفاتحة وقبل الركوع.

في صلاة الليل، بعد قراءة سورة الفاتحة وقبل الركوع.

عند النوم، بعد قراءة سورة الفاتحة وقبل الركوع.

عند الاستيقاظ من النوم، بعد قراءة سورة الفاتحة وقبل الركوع.

ما هي الأمور التي يجب مراعاتها عند دعاء اللهم نسألك خيرها؟

هناك بعض الأمور التي يجب مراعاتها عند دعاء اللهم نسألك خيرها، منها:

أن يكون القلب خاشعاً متضرعاً، وأن تكون النية خالصة لله تعالى.

أن يكون الدعاء خالياً من البدعة والزيادة، وأن يكون موافقاً لشرع الله تعالى.

أن يكون الدعاء بلسان حسن وتواضع، وأن يكون خالياً من الغضب والسباب والشتم.

أن يكون الدعاء بصوت معتدل، وأن يكون خالياً من الصياح والغناء.

أن يكون الدعاء بالدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو بغيره من الأدعية المباركة.

خير الدنيا والآخرة في القرآن والسنة

ورد ذكر خير الدنيا والآخرة في العديد من آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، منها:

قال الله تعالى في سورة البقرة: “وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا”.

وقال الله تعالى في سورة الأنعام: “وَأَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ شَرِيكًا وَمَا تَكْسِبُونَ وَإِلاَّ تَكُونُوا مُشْرِكِينَ”.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه”.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قال اللهم نسألك خير الدنيا والآخرة، أعطاه الله خير الدنيا والآخرة”.

خير الدنيا والآخرة في حياة الصحابة

كان الصحابة رضوان الله عليهم حريصين على دعاء اللهم نسألك خير الدنيا والآخرة، وكانوا يكثرون من ترديده في صلاتهم ودعائهم.

ومن الأمثلة على ذلك:

كان الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يدعو اللهم نسألك خير الدنيا والآخرة في كل صلاة ودعاء.

كان الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه يدعو اللهم نسألك خير الدنيا والآخرة في كل صلاة ودعاء.

كان الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه يدعو اللهم نسألك خير الدنيا والآخرة في كل صلاة ودعاء.

خاتمة

إن دعاء اللهم نسألك خيرها من الأدعية المباركة التي يستجاب لها بإذن الله تعالى، وأن المسلم الذي يكثر من ترديده يرزقه الله تعالى خيراً كثيراً في دنياه وآخرته.

أضف تعليق