اللهم يسر ولا تعسر وسهل على كل معسر يارب العالمين
المقدمة
الحياة مليئة بالتحديات والعقبات، وقد نجد أنفسنا أحيانًا في مواقف صعبة للغاية قد تجعلنا نشعر باليأس والإحباط. وفي هذه الأوقات العصيبة، نلجأ إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والتضرع، راجين منه أن ييسر لنا أمورنا ويسهل علينا ما قد يصعب علينا. ولعل من أهم الأدعية التي يمكن أن ندعوها في هذه المواقف هو “اللهم يسر ولا تعسر وسهل على كل معسر يا رب العالمين”.
أولاً: معنى الدعاء
الدعاء هو طلب العبد من ربه حاجة ما، وقد حثنا الله سبحانه وتعالى على الدعاء له في كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة. وقد جاء في سورة البقرة: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”. ومعنى “اللهم يسر ولا تعسر وسهل على كل معسر يا رب العالمين” هو أننا نطلب من الله سبحانه وتعالى أن ييسر لنا أمورنا ويجعلها سهلة علينا، ونسأله أن يسهل على كل شخص يعاني من صعوبة أو مشقة في حياته.
ثانيًا: فضل الدعاء
الدعاء من أفضل العبادات التي يمكن أن نقوم بها، وقد جاء في الحديث النبوي الشريف: “الدعاء هو العبادة”. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا يرد القدر إلا الدعاء”. وهذا يعني أن الدعاء له تأثير كبير في تغيير القدر وتيسير الأمور. ولذلك، فإننا نحرص على الإكثار من الدعاء الله سبحانه وتعالى ونسأله أن ييسر لنا أمورنا ويسهل علينا ما قد يصعب علينا.
ثالثًا: آداب الدعاء
هناك بعض الآداب التي يجب أن نلتزم بها عند الدعاء الله سبحانه وتعالى، ومنها:
أن يكون الدعاء خالصًا لله سبحانه وتعالى وحده، فلا ندعو غيره ولا نشرك به أحدًا.
أن ندعو الله سبحانه وتعالى بأحسن الأسماء والصفات، مثل: “يا رحمن”، “يا رحيم”، “يا كريم”، “يا غفور”، “يا ستار”.
أن نكون على يقين بأن الله سبحانه وتعالى سيستجيب دعاءنا، فلا نيأس ولا نقنط من رحمته.
أن ندعو الله سبحانه وتعالى في أوقات الإجابة، مثل: الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وعند نزول المطر، وعند رؤية الكعبة المشرفة.
رابعًا: شروط استجابة الدعاء
هناك بعض الشروط التي يجب أن تتوفر في الدعاء حتى يستجيب الله سبحانه وتعالى له، ومنها:
أن يكون الدعاء خالصًا لله سبحانه وتعالى وحده.
أن يكون الدعاء مشروعًا، فلا ندعو الله سبحانه وتعالى بما يخالف شرعه.
أن يكون الدعاء موافقًا لحكمة الله سبحانه وتعالى.
أن يكون الدعاء مصحوبًا باليقين والإخلاص.
أن يكون الدعاء خاليًا من الذنوب والمعاصي.
خامسًا: مواقف ينبغي فيها الدعاء
هناك العديد من المواقف التي ينبغي فيها أن ندعو الله سبحانه وتعالى، ومنها:
عند الشدة والضيق.
عند الحاجة إلى الرزق والتوفيق.
عند المرض أو عند التعرض لأي مكروه.
عند السفر أو عند الدخول في أي عمل جديد.
عند رؤية أي شيء جميل أو عند سماع أي خبر سار.
سادسًا: أمثلة على دعاء تيسير الأمور
هناك العديد من الأدعية التي يمكن أن ندعو بها الله سبحانه وتعالى لتيسير أمورنا، ومنها:
“اللهم يا مسهل الشديد ويا ملين الحديد، يا من جعلت الليل والنهار خلفةً لتقضي من تشاء حاجته وتبتلي من تشاء بالكرب والبلاء، يا من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، يا باعث موسى وهارون، ويا كاشف الضر عن أيوب، ويا غافر الذنب كله، يا واسع المغفرة يا ذا الجلال والإكرام، يا كريم يا رحيم، أسألك يا الله أن تيسر لي أمري وتسهل علي ما قد يصعب علي، وأن ترزقني من حيث لا أحتسب، وأن تكفيني كل شر، وأن تقضي حاجتي يا كريم”.
“اللهم يا من ترزق من تشاء بغير حساب، اللهم يا من تعطي من تشاء من غير عذاب، اللهم ارزقني رزقًا واسعًا حلالًا طيبًا مباركًا فيه، اللهم ارزقني من حيث لا أحتسب، اللهم ارزقني ورزق الأتقياء والصالحين، اللهم ارزقني رزقًا لا ينفد ولا ينقطع، اللهم ارزقني رزقًا يغنيني عمن سواك، اللهم ارزقني رزقًا فيه البركة والزيادة، اللهم ارزقني رزقًا يجعلني أشكر نعمتك وأطيب خاطرًا”
“اللهم يا من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، يا باعث موسى وهارون، ويا كاشف الضر عن أيوب، ويا غافر الذنب كله، يا واسع المغفرة يا ذا الجلال والإكرام، يا كريم يا رحيم، أسألك يا الله أن تيسر لي أمري وتسهل علي ما قد يصعب علي، وأن ترزقني من حيث لا أحتسب، وأن تكفيني كل شر، وأن تقضي حاجتي يا كريم”.
سابعًا: الخاتمة
الدعاء هو من أقوى العبادات التي يمكن أن نقوم بها، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالدعاء له في كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الدعاء هو العبادة”. ولذلك، فإننا نحرص على الإكثار من الدعاء الله سبحانه وتعالى ونسأله أن ييسر لنا أمورنا ويسهل علينا ما قد يصعب علينا.