آثار الوحي

آثار الوحي

المقدمة:

الوحي هو رسالة من الله – سبحانه وتعالى – إلى نبيه – صلى الله عليه وسلم -، وقد جاء هذا الوحي على مدى ثلاث وعشرين سنة، بدأت بنزول جبريل – عليه السلام – على النبي – صلى الله عليه وسلم – في غار حراء، واستمر حتى وفاته – صلى الله عليه وسلم -، وقد ترك هذا الوحي آثارًا كبيرة على حياة النبي – صلى الله عليه وسلم – وعلى حياة أمته من بعده.

أولاً: أثر الوحي على حياة النبي – صلى الله عليه وسلم -:

1. تغيير حياته: لقد غير الوحي حياة النبي – صلى الله عليه وسلم – بشكل جذري، فقد كان قبل البعثة رجلاً عاديًا، لا يختلف عن غيره من الناس، إلا أنه كان يتميز بالأخلاق الحميدة، وبعد البعثة أصبح قائدًا لأمة، ومصلحًا للعالم أجمع.

2. توجيه سلوكه: لقد وجه الوحي سلوك النبي – صلى الله عليه وسلم – وأرشده إلى الطريق الصحيح، فقد كان يلتزم بتعاليم الوحي، وينفذ أوامره، ويجتنب نواهيه، مما جعله قدوة لأمته.

3. إصلاح قلبه: لقد أصلح الوحي قلب النبي – صلى الله عليه وسلم -، وملأه بالتقوى والإيمان، وجعله يخشى الله – سبحانه وتعالى – ويتقيه، كما جعله حنونًا على أمته، ورحيمًا بها.

ثانيًا: أثر الوحي على حياة أمته:

1. هدايتها إلى طريق الحق: لقد هدى الوحي أمة النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى طريق الحق، وأخرجها من الظلمات إلى النور، وأنقذها من الضلال والشرك.

2. تربيتها وتعليمها: لقد قام الوحي بتربية وتعليم أمة النبي – صلى الله عليه وسلم -، وأرشدها إلى الأخلاق الفاضلة، والآداب الكريمة، كما علمها العلوم والمعارف المختلفة.

3. تحريرها من العبودية: لقد حرر الوحي أمة النبي – صلى الله عليه وسلم – من العبودية للعباد، وجعلها عبدة لله – سبحانه وتعالى – وحده، لا يشركون به شيئًا.

ثالثًا: أثر الوحي على عقيدة المسلمين:

1. توحيد الله تعالى: لقد وحد الوحي عقيدة المسلمين، وجعلهم يؤمنون بالله – سبحانه وتعالى – وحده، لا شريك له، وأنه هو الخالق الرازق، المدبر المدبر.

2. الإيمان بالرسل والأنبياء: لقد أرسل الله – سبحانه وتعالى – إلى البشر رسلًا وأنبیاء، ليدعوهم إلى عبادة الله وحده، والإيمان به وبرسله، وقد آمن المسلمون بهؤلاء الرسل والأنبیاء، وصدقوهم فيما جاءوا به.

3. الإيمان باليوم الآخر: لقد بين الوحي للمسلمين أن هناك يومًا آخرًا بعد الموت، يُحاسب فيه الناس على أعمالهم، فمن عمل صالحًا دخل الجنة، ومن عمل سوءًا دخل النار.

رابعًا: أثر الوحي على أخلاق المسلمين:

1. الصدق والأمانة: لقد حث الوحي المسلمين على التحلي بالصدق والأمانة، وجعلهما من أهم الصفات التي يجب أن يتصف بها المسلم.

2. العدل والإحسان: لقد أمر الوحي المسلمين بالعدل والإحسان، وجعلهما من أهم الفضائل التي يجب أن يتحلى بها المسلم.

3. التواضع والرحمة: لقد حث الوحي المسلمين على التواضع والرحمة، وجعلهما من أهم الصفات التي يجب أن يتصف بها المسلم.

خامسًا: أثر الوحي على عبادات المسلمين:

1. الصلاة: تعتبر الصلاة من أهم العبادات التي فرضها الله – سبحانه وتعالى – على المسلمين، وقد حدد الوحي أوقات الصلاة وكيفيتها.

2. الصيام: فرض الله – سبحانه وتعالى – على المسلمين صيام شهر رمضان، وقد حدد الوحي كيفية الصيام ووقته.

3. الزكاة: فرض الله – سبحانه وتعالى – على المسلمين إخراج الزكاة، وقد حدد الوحي أنواع الأموال التي تجب فيها الزكاة ونسبتها.

سادسًا: أثر الوحي على معاملات المسلمين:

1. البيع والشراء: حدد الوحي أحكام البيع والشراء، وجعل من أهمها الرضا والتراضي بين المتعاقدين.

2. القرض والرهن: حدد الوحي أحكام القرض والرهن، وجعل من أهمها الأمانة والوفاء بالعهد.

3. الزواج والطلاق: حدد الوحي أحكام الزواج والطلاق، وجعل من أهمها المودة والرحمة بين الزوجين.

سابعًا: أثر الوحي على أحوال المسلمين الشخصية:

1. الولادة والوفاة: حدد الوحي أحكام الولادة والوفاة، وجعل من أهمها غسل الميت والصلاة عليه ودفنه.

2. الميراث: حدد الوحي أحكام الميراث، وجعل من أهمها المساواة بين الورثة.

3. الوصية: أجاز الوحي للمسلم أن يوصي بجزء من ماله لأشخاص معينين، على ألا يزيد ذلك عن ثلث ماله.

الخاتمة:

لقد ترك الوحي آثارًا كبيرة على حياة النبي – صلى الله عليه وسلم – وعلى حياة أمته من بعده، فقد هداهم إلى طريق الحق، ورباهم وعلّمهم، وحررهم من العبودية، ووحد عقيدتهم، وحسن أخلاقهم، ونظم عباداتهم ومعاملاتهم وأحوالهم الشخصية، وقد استمر هذا الأثر إلى يومنا هذا، وستظل آثاره مستمرة إلى يوم القيامة.

أضف تعليق