آيات عن الظلم وَأَكْلِ الحق

آيات عن الظلم وَأَكْلِ الحق

مقدمة:

الظلم وأكل الحق من الأمور التي حذر منها الإسلام ونهى عنها، وشرائع السماء جميعها تحرم الظلم وتحث على العدل، والظلم يأتي في صيغ متعددة، منها الظلم المادي كالسطو على الأموال، ومنها الظلم المعنوي كالتنمر والإهانة، ومنها الظلم الاجتماعي كحرمان الناس من حقوقهم، وفي هذا المقال سنستعرض مجموعة من الآيات القرآنية التي تتحدث عن الظلم وأكل الحق.

العدل أساس الملك:

قال تعالى: “وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ” (النساء:58)، العدل هو الأساس الذي تقوم عليه المجتمعات والأمم، وهو أساس الملك والحكم، فلا يمكن أن يستقيم حكم إلا بالعدل، والعدل هو أن يعطي كل ذي حق حقه، وأن يوضع كل شيء في موضعه الصحيح، والظلم هو ضد العدل، وهو وضع الشيء في غير موضعه، كما قال تعالى: “وَلا تَظْلِمُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ” (الشعراء:181)، فالله تعالى لا يحب الظالمين ولا يرضى لهم، والظلم من كبائر الذنوب التي توعد الله مرتكبيها بالعقاب الشديد.

الظلم ظلمات يوم القيامة:

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة”، والظلم ظلمات يوم القيامة لأن الظالم يعمى بصره عن الحق، ولا يستطيع أن يرى الحقيقة، كما قال تعالى: “وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُوْلَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا” (الأعراف:36)، فالظالمون والكافرون هم الذين يدخلون النار خالدين فيها، والظلم من الأمور التي تمنع دخول الجنة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة ظالم”.

الظلم في المال:

أكل المال بالباطل من كبائر الذنوب، قال تعالى: “وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ” (البقرة:188)، وأكل المال بالباطل هو أخذه من صاحبه دون وجه حق، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه الله إياه يوم القيامة من سبع أرضين”، والظلم في المال ليس مقتصراً على أخذه بالباطل، بل يشمل أيضاً تأخير حقه عن صاحبه، قال تعالى: “وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا” (النساء:2)، فالظلم في المال من كبائر الذنوب التي نهى الإسلام عنها، ويجب على كل مسلم أن يحذر من الظلم في المال وأن يتعاهد نفسه بالبعد عنه.

الظلم في النفس:

الظلم في النفس هو قتل النفس بغير حق، قال تعالى: “وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ” (الأنعام:151)، وقتل النفس من أكبر الكبائر، قال تعالى: “وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا” (النساء:93)، وقتل النفس لا يقتصر على القتل العمد، بل يشمل أيضاً القتل الخطأ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قتل مؤمناً خطأً فعليه تحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله”، وقتل النفس من الأمور التي نهى الإسلام عنها وشدد في تحريمها، ويجب على كل مسلم أن يحذر من الظلم في النفس وأن يتعاهد نفسه بالبعد عنه.

الظلم في العرض:

الظلم في العرض هو انتهاك حرمة الآخرين والتشهير بهم، قال تعالى: “وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا” (الأحزاب:58)، والظلم في العرض لا يقتصر على الكلام المؤذي، بل يشمل أيضاً نشر الفاحشة والفضائح، قال تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ” (النور:19)، والظلم في العرض من الأمور التي حرمها الإسلام وشدد في تحريمها، ويجب على كل مسلم أن يحذر من الظلم في العرض وأن يتعاهد نفسه بالبعد عنه.

الظلم في القضاء:

الظلم في القضاء هو الحكم بغير الحق، قال تعالى: “وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ فَاحْكُمُوا بِالْعَدْلِ” (النساء:58)، والظلم في القضاء من كبائر الذنوب، قال تعالى: “وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبِرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ” (البقرة:224)، والظلم في القضاء من الأمور التي حرمها الإسلام وشدد في تحريمها، ويجب على كل مسلم أن يحذر من الظلم في القضاء وأن يتعاهد نفسه بالبعد عنه.

الظلم في الحرية:

الظلم في الحرية هو منع الآخرين من ممارسة حقوقهم وحرياتهم، قال تعالى: “فَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا” (النور:33)، والظلم في الحرية لا يقتصر على منع الآخرين من ممارسة حقوقهم، بل يشمل أيضاً إجبارهم على فعل ما لا يريدون، قال تعالى: “لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ” (البقرة:256)، والظلم في الحرية من الأمور التي حرمها الإسلام وشدد في تحريمها، ويجب على كل مسلم أن يحذر من الظلم في الحرية وأن يتعاهد نفسه بالبعد عنه.

الخلاصة:

الظلم من الأمور التي نهى الإسلام عنها وشدد في تحريمها، والظلم يأتي في صيغ متعددة، منها الظلم المادي كالسطو على الأموال، ومنها الظلم المعنوي كالتنمر والإهانة

أضف تعليق