آيات عن خلق الإنسان في أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ

آيات عن خلق الإنسان في أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ

مقدمة:

لقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، وأودعه في هذه الدنيا ليكون خليفته فيها، وعمّره فيها ليعبد ربه، وليؤمر وينهي وينشر الخير في الأرض، وقد ذكر القرآن الكريم آيات عديدة تتحدث عن خلق الإنسان في أحسن تقويم، وفي هذا المقال سنتناول بعضًا من هذه الآيات ونتأمل فيها.

1- خلق الإنسان من تراب:

يقول الله تعالى في سورة السجدة: “وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ” (الآية 7)، وفي هذه الآية الكريمة يخبرنا الله تعالى أن الإنسان خلق من تراب، وهذا التراب هو ما تبقى من الطين بعد أن يجف، وهو مادة صلبة يتكون منها معظم الكائنات الحية على وجه الأرض.

2- نفخ الروح في الإنسان:

بعد أن خلق الله تعالى الإنسان من تراب، نفخ فيه من روحه، يقول الله تعالى في سورة الحجر: “وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي” (الآية 29)، وهذه الروح هي التي تميز الإنسان عن سائر المخلوقات، وهي التي تجعله قادرًا على التفكير والإدراك والتعلم.

3- تسوية الإنسان في أحسن تقويم:

بعد أن نفخ الله تعالى في الإنسان من روحه، سواه في أحسن تقويم، يقول الله تعالى في سورة التين: “لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ” (الآية 4)، وهذه الآية الكريمة تدل على أن الإنسان خلق في أحسن صورة وأكملها، وأنه تميز عن سائر المخلوقات بمجموعة من الصفات والميزات التي تجعله قادرًا على أداء مهمته في الأرض.

4- إكرام الإنسان وتكريمه:

لقد أكرم الله تعالى الإنسان وفضله على كثير من المخلوقات، يقول الله تعالى في سورة الإسراء: “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً” (الآية 70)، وهذه الآية الكريمة تدل على أن الله تعالى قد خص الإنسان بالكثير من النعم والفضائل، منها عقله وروحه وإرادته الحرة، ومنها أيضًا رزقه من الطيبات وتسخير الكون له.

5- عبودية الإنسان لله تعالى:

لقد خلق الله تعالى الإنسان ليكون عبدًا له وحده، يقول الله تعالى في سورة الذاريات: “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ” (الآية 56)، وهذه الآية الكريمة تدل على أن الغاية من خلق الإنسان هي عبادته لله تعالى وحده، وأن هذه العبادة تشمل جميع جوانب حياة الإنسان، من أقواله وأفعاله وأحواله.

6- خلافة الإنسان في الأرض:

لقد جعل الله تعالى الإنسان خليفة له في الأرض، يقول الله تعالى في سورة البقرة: “وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً” (الآية 30)، وهذه الآية الكريمة تدل على أن الله تعالى قد جعل الإنسان خليفة له في الأرض، وهذا يعني أنه كلفه باستعمار الأرض وتسخيرها، وإعمارها ونشر الخير فيها.

7- مسؤولية الإنسان في الأرض:

لقد خلق الله تعالى الإنسان وجعله خليفة له في الأرض، ولكنه أيضًا كلفه بمسؤولية كبيرة، يقول الله تعالى في سورة الأنبياء: “وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ” (الآية 10)، وهذه الآية الكريمة تدل على أن الله تعالى قد مكن الإنسان في الأرض وأعطاه فيها معايش قليلة، ولكنه أيضًا طلب منه أن يشكر هذه النعم ويعبده وحده.

خاتمة:

لقد خلق الله تعالى الإنسان في أحسن تقويم، وأكرمه وفضله على كثير من المخلوقات، وجعله خليفة له في الأرض، ولكنه أيضًا كلفه بمسؤولية كبيرة، وهي عبادته وحده وشكر نعمه وإعمار الأرض ونشر الخير فيها.

أضف تعليق