مقدمة
كرم الله سبحانه وتعالى الإنسان وفضله عن كثير من المخلوقات، ومن تلك الميزات التكريمية هي نعمة الوالدين، فجعل لهما حقًا عظيمًا يجب الإحسان إليهما، وأمر الله سبحانه وتعالى ببر الوالدين في كثير من مواضع القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فمن بر والديه بره الله، ومن عق والديه عقبه الله.
فضل بر الوالدين
1. نيل رضا الله سبحانه وتعالى: رضا الله سبحانه وتعالى من أهم ثمرات بر الوالدين؛ فالله سبحانه وتعالى أمر ببر الوالدين وطاعتهما، فمن أبر والديه فقد طاع الله سبحانه وتعالى، ومن طاع الله سبحانه وتعالى نال رضاه سبحانه وتعالى.
2. دوام البركة في العمر والرزق: من بر والديه باركه الله في عمره ورزقه، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سره أن يمد الله في عمره، ويزيد في رزقه، فليصل رحمه”.
3. التوفيق في الدنيا والآخرة: من بر والديه وفقه الله سبحانه وتعالى في الدنيا والآخرة، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحب أن يُبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه”.
أشكال بر الوالدين
1. الطاعة والامتثال: من أهم صور بر الوالدين طاعتهما وامتثال أوامرهما، فطاعة الوالدين واجبة شرعًا ما لم يأمروا بمعصية، فعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف”.
2. حسن الصحبة: من صور بر الوالدين أيضًا حسن صحبتهما ومعاملتهما بالحسنى، والإحسان إليهما بالقول والفعل، وتجنب كل ما يؤذيهما أو يسبب لهما الضيق أو الحزن.
3. خدمتهما وتلبية حاجاتهما: من صور بر الوالدين أيضًا خدمتهما وتلبية حاجاتهما، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أفضل الأعمال بر الوالدين”.
فوائد بر الوالدين
1. التوفيق في الحياة الزوجية: من فوائد بر الوالدين التوفيق في الحياة الزوجية، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف”.
2. البركة في الذرية: من فوائد بر الوالدين أيضًا البركة في الذرية، فعن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحب أن يُبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليتق الله وليصل رحمه”.
3. حفظ الصحة والعافية: من فوائد بر الوالدين أيضًا حفظ الصحة والعافية، فعن أسامة بن شريك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحسن إلى والديه، كان له قصرًا في الجنة”.
صور عقوق الوالدين
1. السباب والشتم: من صور عقوق الوالدين شتمهما وسبّهما، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تسبوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا”.
2. الضرب والإيذاء: من صور عقوق الوالدين أيضًا ضربهما وإيذائهما، فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لعن الله من لعن والديه”.
3. القطيعة وعدم الرعاية: من صور عقوق الوالدين أيضًا القطيعة وعدم رعايتهما، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة عاق”.
نتائج عقوق الوالدين
1. غضب الله وسخطه: من نتائج عقوق الوالدين غضب الله وسخطه، فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، والعاق لوالديه، والديوث”.
2. الحرمان من البركة في الدنيا والآخرة: من نتائج عقوق الوالدين أيضًا الحرمان من البركة في الدنيا والآخرة، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لعن الله من لعن والديه، لعن الله من ضرب والديه، لعن الله من عق والديه”.
3. سوء الخاتمة: من نتائج عقوق الوالدين أيضًا سوء الخاتمة، فعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: المنان بما أعطى، والمدمن على الخمر، والعاق لوالديه”.
الخاتمة
وجب علينا شرعًا ودينيًا وأخلاقيًا أن نبر والدينا ونحسن إليهما ونطيعهما، ويجب عدم التهاون في حق الوالدين، فبرهما من أهم الأعمال الصالحة التي تؤدي إلى رضا الله سبحانه وتعالى، وبالتالي إلى دخول الجنة، ومن عق والديه أو قطعهما عقبه الله سبحانه وتعالى، وبالتالي إلى دخول النار.