أحاديث عن الفرج بعد الشدة

أحاديث عن الفرج بعد الشدة

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

إن الحياة الدنيا دار ابتلاء واختبار، لا تخلو من الشدائد والمحن، وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك في أحاديث كثيرة، منها قوله: “لا تزال الدنيا تبلى بأهلها حتى لا يبقى إلا شرار الناس”.

ومع ذلك، فإن الله تعالى لا يترك عباده وحدهم في شدتهم، بل وعدهم بالفرج بعد الشدة، وبشرهم بأن بعد العسر يسراً، فقال سبحانه: (فإن مع العسر يسراً، إن مع العسر يسراً).

أحاديث عن الفرج بعد الشدة

1. حديث “لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم”

روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم”.

وفي هذا الحديث إشارة إلى أن الشدائد والمحن لا تنتهي في هذه الحياة، ولكنها تزداد وتتضاعف حتى تقوم الساعة.

ومع ذلك، فإن المؤمن يجب أن يتذكر وعد الله تعالى بالفرج بعد الشدة، وأن يثق بأن الله لن يتركه وحده في ضيقه.

2. حديث “إن مع العسر يسراً، إن مع العسر يسراً”

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن مع العسر يسراً، إن مع العسر يسراً”.

وكرر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الجملة مرتين للتأكيد على أن الفرج يأتي بعد الشدة لا محالة.

وهذا الحديث يبعث الأمل والتفاؤل في نفس المؤمن، ويذكره بأن الشدة لن تدوم إلى الأبد، وأن الفرج قادم لا محالة.

3. حديث “من صبر ظفر”

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من صبر ظفر”.

وفي هذا الحديث حث على الصبر والثبات في مواجهة الشدائد والمحن، وبشرى بأن الصبر يؤدي إلى الظفر والانتصار.

وهذا الحديث يذكر المؤمن بأن الصبر هو مفتاح الفرج، وأن من صبر على الشدة وصابر على البلاء، فإن الله تعالى سيمنحه النصر والظفر.

4. حديث “ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه”

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه”.

وفي هذا الحديث بشرى للمؤمن بأن الله تعالى يكفر عنه خطاياه بسبب ما يصيبه من شدائد ومحن وهموم وأحزان، حتى وإن كان الأمر بسيطًا مثل وخز شوكة.

وهذا الحديث يدل على عظيم رحمة الله تعالى بالمؤمنين، وأنه لا يتركهم وحدهم في شدتهم، بل يكفّر عنهم خطاياهم ويرفع درجاتهم.

5. حديث “إذا أحب الله عبداً ابتلاه”

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا أحب الله عبداً ابتلاه”.

وفي هذا الحديث إشارة إلى أن الابتلاءات والشدائد التي يواجهها المؤمن إنما هي علامة على محبة الله تعالى له.

وهذا الحديث يبعث الأمل في نفس المؤمن، ويذكره بأن الشدائد التي يواجهها ليست عبثًا، بل هي دليل على محبة الله تعالى له واختياره إياه للبلاء.

6. حديث “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”

روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”.

وفي هذا الحديث إشارة إلى أن تغيير الواقع المؤلم الذي يعيشه الإنسان لا يتم إلا بتغيير نفسه وتغيير سلوكه وتغيير قلبه.

وهذا الحديث يذكر المؤمن بأن عليه أن يحاسب نفسه ويراجع سلوكه ويتوب إلى الله تعالى، حتى يغير الله تعالى حاله إلى أحسن حال.

7. حديث “إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها أمر دينها”

روى أبو داود والترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها أمر دينها”.

وفي هذا الحديث بشرى للمؤمنين بأن الله تعالى يرسل في كل قرن من الزمان من يجدد لهم أمر دينهم ويحيي سنته ويرفع راية الإسلام.

وهذا الحديث يبعث الأمل في نفس المؤمن بأن المستقبل مشرق وأن الإسلام سيعود إلى سابق عهده من القوة والسيادة.

الخاتمة

وفي الختام، فإن أحاديث الفرج بعد الشدة كثيرة ومتنوعة، وهي جميعًا تحمل بشرى للمؤمنين بأن الشدة لن تدوم إلى الأبد، وأن الفرج قادم لا محالة.

وأن الله تعالى يقف بجانب عباده المؤمنين في شدتهم ومحنتهم، ويكفر عنهم خطاياهم ويرفع درجاتهم، ويمنحهم النصر والظفر على أعدائهم.

فلنثق بالله تعالى ولنصبر على شدائد الحياة، ولنعلم أن الفرج قادم لا محالة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *